De Boer »، في كتابه «تاريخ الفلسفة في الإسلام»:
لم يكن لفلسفة ابن رشد ولا لشروحه على مذهب أرسطو سوى أثر قليل جدا في العالم الإسلامي، وقد ضاعت أصول الكثير من مؤلفاته، وإنما وصلت إلينا مترجمة إلى اللغة العبرية أو اللاتينية.
2
ولم يكن له تلاميذ ولا أتباع يواصلون فلسفته ... ولم تستطع الفلسفة أن تؤثر في الثقافة العامة أو مجرى الحوادث.
كما يذكر «مونك
Munk » أنه من أول القرن الثالث عشر الميلادي - كانت وفاة ابن رشد عام 595ه/1198م - لم نعد نرى فلاسفة مشائين خالصين، بل مفكرين يفكرون فلسفيا في الدين، مثل الإيجي صاحب «المواقف». وانحطاط الفلسفة يعزي، فيما يعزي، للنفوذ الذي جد للأشاعرة.
وفي الحق كما يقول رينان: إن الفلسفة الإسلامية فقدت، بموت فيلسوف الأندلس، آخر ممثليها في الإسلام، وصار انتصار القرآن
3
على التفكير الحر مؤكدا مدة ستة قرون على الأقل.
ليس من العجيب إذن أن نجد مؤرخي الحركة الفكرية والعلمية من المسلمين يهملون ابن رشد إهمالا مؤلما، أو لا يذكرونه إلا عرضا؛ أمثال جمال الدين القفطي على قرب عهده به، وابن خلكان، وحاجي خليفة في كتابه «كشف الظنون». وهذا الأخير ذكر اسمه حقا، ولكن ذكرا عرضيا بمناسبة الحديث عن مؤلفات الغزالي التي عمل ابن رشد على نقضها وبيان تهافتها.
ناپیژندل شوی مخ