335

ابن الرومي: ژوند یې له شعرونو څخه

ابن الرومي: حياته من شعره

ژانرونه

وقهوتي قطربل وكركين

رجرجة من ماء ليل تشرين

كرونق السيف اليمان المسنون

باتت على طود نياف العرنين

تنفحها الريح برش ممنون

في شطر كوز صنع طب أفنون

أخضر في خضرة جرو اليقطين

ألست يا محرومها بمغبون؟

فها هنا تلمس معه برد الهواء الذي «يجمش» الجلود والأحشاء، بل ها هنا يخيل إليك أن لبرد الماء في «شطر الكوز» الأخضر ثقلا راسبا ينقع الغلة بالرجرجة قبل أن ينقعها بالشراب، وأن الشاعر ما اختار «معتق الرساطون» من أسماء الخمر إلا لأنها كلمة مجسمة أشبه بالرصاص البارد الذي ترى لاستقراره راحة كراحة الظمآن بعد الارتواء، ثم تعيد نظرك في الأبيات فتعجب ما هي الحاسة التي لم تشترك في وصف هذه الأبيات؟! أهي حاسة البصر وهي ترى للماء رونقا كرونق السيف اليمان المسنون، وترى خضرة الكوز كأنه جرو اليقطين، وترى «شطر» الكوز وهو كأنما تفلق من برودة ما فيه، وترى صنعة الكوز فإذا هي صنع قادر صناع؟ أم هي حاسة السمع وهي تصغي إلى رجرجة الماء ونفح الريح؟ أم هي حاسة الري وهو هنا ناقع لا يبقي من الظمأ بقية في الصدور؟ أم هي حاسة الخيال وهو يرتفع بالكوز إلى رأس الطود النياف العرنين، ويشبع القلب بالخمر المجلوبة من قطربل وكركين؟ فأوجز ما يقال في تصوير ابن الرومي لهذا الكوز: إنه قد التهمه حسا بكل ما فيه من منظور ومسموع ومشروب ومتخيل وملموس.

فهذه أيها القارئ نفس تامة الأداة تشعر شعورا شديدا بالحياة من حيثما واجهتها، وتداخل الطبيعة في كل جزء من أجزائها؛ فقد عاش صاحبها يوما يوما من عمره، وناحية ناحية من وجدانه، ولابس الحياة ولابسته.

ناپیژندل شوی مخ