323

ابن الرومي: ژوند یې له شعرونو څخه

ابن الرومي: حياته من شعره

ژانرونه

وقد كان همه الأكبر أن يحيا؛ لأنه مهيأ النفس للإحساس بالحياة، ولو كان همه على ما به من الخصاصة واللهفة أن يطلب القوت وينصرف إلى ذرائع العيش لما كان بالملوم. •••

وتعلق ابن الرومي بالحياة أقل شيء غرابة، وأقرب شيء إلى طبيعة الأمور. نعم إنه كان سقيم الجسم، عسير الرزق، مخيب الآمال، فكان أحرى لذلك أن يبغض الحياة، أو يحبها حب المجبر الملوم، إلا أن المرء لا يحب الحياة على مقدار سعادته بها، واستجابة آماله فيها، كما أن المرء لا يحب المرأة على مقدار ما ينال من حظوتها، ويغنم من إقبالها، بل يحب هذه أو تلك كلما امتلأت بها نفسه، واشتغل بها حسه، واشتبكت بها ذكرياته، وامتزجت بها رغباته، وابن الرومي كان صاحب نفس لا توصف إلا بأنها أداة مهيأة للنظر والسمع والتلقي عن الوجود من حيثما ألقي إليه بأثر من آثاره، وخبر من أخباره دق أو جل، وأسعد أو أشقى:

العين لا تنفك من نظر

والقلب لا ينفك من وطر

ومن أبهر ما يبهرك في هذه اليقظة الحسية حاسة اللون الذاكية المتوهجة، التي تطالعك من كل وصف يصف به الوجوه أو الأزهار أو الكئوس أو الحلي أو الخمر، أو غير هذه المناظر التي تلامس البصر بألوانها، فإنك قل أن ترى في وصف شاعر من شعراء العالم أجمع نظيرا لهذه الحاسة الشفافة المتوفزة، التي تختلج لكل لمحة من لمحات اللون وكل شعاع من أشعة النور، وتفطن إلى ألطف ما يبديه للعين من محاسن الامتزاج والمقابلة، وأصفى ما يجلوه من دقائق المباينة والمشاكلة، فيصيح صيحة الوهل حين يرى الوجنة الحمراء إلى جانب الصدغ الأدعج:

يا وجنتيه اللتين من وهج

في صدغيه اللذين من دعج

ما حمرة فيكما أمن خجل؟

أم صبغة الله؟ أم دم المهج؟

ويصيح هذه الصيحة كلما رأى هذا المنظر:

ناپیژندل شوی مخ