ابن الرومي: ژوند یې له شعرونو څخه
ابن الرومي: حياته من شعره
ژانرونه
فلا تخطئنه نقمة من شمالكا
فلم يصغ إليه سليمان بن عبد الله.
وهذه هي قضية الدار الأولى التي غصبت وسليمان وال على بغداد، وابن الرومي يومئذ في نحو الثلاثين، وهي قضية كما ترى مفصلة لم يسقط منها حرف مما قيل بين الخصمين المتنازعين، تقرأ الأبيات حتى تنتهي منها فلا يسعك إلا أن تنسى الدار وتنسى يسر ابن الرومي وعسره، التفاتا إلى هذا الاستقصاء الدقيق في سرد وقائع المشكلة والمشاجرة التي نشبت بين صاحب الدار والتاجر الباغي عليه، في زعمه، فما من كلمة قيلت في تلك المشاجرة أو تقال في أمثالها إلى اليوم إلا جاء بها ابن الرومي، وأبرأ بها ذمته كما يبرئ الذمة حالف اليمين الغموس.
يجور التاجر على دار الشاعر فينقض جدارها ويتلفها ليجبره على بيعها، فيقوم الشاعر ويقعد، ويرغي ويزبد، وينذر خصمه الويل والثبور وعظائم الأمور، فيهزأ التاجر المعتز بثروته الساخر بكل شيء غير ذهبه وفضته، ويقول له: وماذا عساك أن تفعل؟ قصاراك أن تنظم قصيدة! فاذهب وانظم ما بدا لك، ودع الشعر ينفعك! فما هو إلا ضلة من ضلالك، وبلاء لك يضر بك ولا يجدي عليك، فيغضب الشاعر لشعره، ويذكر الأدب والعلم والملوك والأمراء، فيستخف التاجر بفخره، ويقول له: وما أنت من ذاك كله؟ ما أنت إلا متسول مسترفد تمد يديك إلى مال غيرك! فيرتد عليه الشاعر مزريا بما لم يجمع إلا من السرقة والخداع والسحت والحرام، ويذهب يشكو ويستعدي ويرجو ويستجدي.
وهكذا تدور الملاحاة والمنابزة في القصيدة، وتسجل القضية كلها في الشعر على نمط لا يخرم حرفا، ولا يزيد فيها ولا ينقص، كأن الشاعر مشغول بالرواية عن الدار، والمنازعة عليها! ومن الطبيعي أن يحدث جميع ما حدث، ولكن ليس من الطبيعي أن يثبت الشاعر جميع ما حدث في قصيدة؛ إذ لا فرق بين أقدر الشعراء وأضعفهم إلا أن أقدر الشعراء يجيء في شعره «بالطبيعي» البسيط، وأضعفهم يهمل «الطبيعي» البسيط، وينقص منه أو يزيد عليه.
وللدار الثانية قضية نعرف تفصيلها كما عرفنا تفصيل هذه القضية، فقد نازعته فيها امرأة، ونزعتها منه عنوة، فكتب إلى الوزير عبيد الله بن سليمان يعرض عليه القضية ويستغيث:
تهضمني أنثى وتغصب جهرة
عقاري، وفي هاتيك أعجب معجب
لقد أذكرتني لامرئ القيس قوله:
فإنك لم يغلبك مثل مغلب
ناپیژندل شوی مخ