ابن المقفع: ائمه الادب (الجزء الثاني)
ابن المقفع: أئمة الأدب (الجزء الثاني)
ژانرونه
كتاب قاطيغورياس ومعناه المقولات لأرسطو، قال ابن النديم: ولهذا الكتاب مختصرات وجوامع مشجرة وغير مشجرة لجماعة منهم ابن المقفع. فيظهر من ذلك أنه لم يترجمه ترجمة حرفية بل تصرف به بالاختصار والتلخيص. (11)
كتاب باريمينياس، ومعناه العبارة لأرسطو أيضا، قال ابن النديم: إن ترجمة ابن المقفع من المختصرات. (12)
كتاب أنا لوطيقا. (13)
المدخل إلى كتب المنطق المعروف بإيساغوجي فرفوريوس الصوري، قال ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء: وعبارته في الترجمة سهلة قريبة المأخذ. وكل هذه الكتب مفقود.
وكتب المنطق هذه نقلها ابن المقفع عن الفارسية ولم ينقلها عن اليونانية.
أسلوبه وخصائصه
ابن المقفع هو إمام الطبقة الأولى من كتاب العصر العباسي، وصاحب الطريقة التي آخت بين التفكير الفارسي والبلاغة العربية، وهو كاتب حكيم، تغلب عليه الحكمة في كل شيء، وكل ما وصل إلينا من آثاره لا يخرج عن المواضيع الحكمية، فكليلة ودمنة والأدبان الكبير والصغير كتب ترمي إلى تهذيب الأخلاق وإصلاح النفوس، وكذلك قل عن أكثر كتبه التي لم تصل إلينا، ولقد كان القفطي موفقا لما عده من الحكماء.
لم يكن ابن المقفع حكيما في أغراضه ومعانيه فقط، بل هو حكيم في ألفاظه وتراكيبه كما سترى عند الكلام على صناعته اللفظية.
تظهر مزية ابن المقفع في ترتيب أفكاره وحسن تقسيمها، ولعل ذلك نتيجة دراسته للحكمة الفارسية والفلسفة الهندية واليونانية مع صحة طبعه، فأنت لا تجد في حكمه ذلك التفكك وتلك الوثبات التي تجدها في حكم الجاهليين ومواعظهم، على أنه كان مقتصدا في ترتيب تلك الأفكار، فلم يغرق في ربط المناسبات، بحيث إذا شرعت في موضوع لا تدري كيف تنتهي منه كما يفعل بعض علماء الأخلاق.
ما رزقت العربية كاتبا حبب الحكمة إلى النفوس كابن المقفع، فإنه يعمد إلى الحكمة العالية، فلا يزال يروضها بعذوبة ألفاظه ويستنزلها بسلاسة تراكيبه حتى يبرزها إلى الناس سهلة المأخذ بادية الصفحة، فهو من هذه الجهة أكتب الحكماء وأحكم الكتاب.
ناپیژندل شوی مخ