Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
خپرندوی
دار الفكر العربي
د خپرونکي ځای
القاهرة
ونراه بهذا يتلقى فقه الظاهرية عن ذلك الشيخ، ومع أنه ظاهري فقد كان يميل إلى الاختيار، ولعله كان في أول أمره متمذهباً بمذهب ويميل فيه إلى الاختيار، ثم قال من بعد ذلك قول أهل الظاهر، وسار على منهاجهم،
٩٩ - تلقى إذن ابن حزم فقه الشافعي ثم فقه الظاهرية على الكتب التي خلفها أصحابها، كما تلقى عن شيوخ الظاهرية.
وإنه من أول دراساته كان يعني بدراسة فقه الصحابة والتابعين، كما نقلنا لك المجموعات التي ذكرها في رسالته التي كتبها دفاعاً عن علماء الأندلس وقد قال أيضاً في الكتب التي كتبت في فقه الحديث (( ومنها كتب محمد بن يحيى بن مفرح القاضي، وهي كثيرة منها أسفار سبعة جمع فيها فقه الحسن البصري. وكتب كثيرة جمع فقه الزهري )).
ومن هذا نرى أنه كان يتتبع الفقه الذي أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وخصوصاً ذوي الرأي المتبوع منهم، وأنه بهذه المجموعة الفقهية الرائعة التي حصل عليها، والتي وضع كثيراً منها في كتبه، وخصوصاً المحلى والإحكام قد استطاع أن يخرج بمنهاج محرر من المذاهب الأربعة، ومتجه نحو الآثار والكتاب وحدهما، وبذلك تلاقى مع الظاهرية.
وإن هذا يفسر لنا ما جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي من أنه عكف في منزله بعد جدل فقهي لم يبرز فيه، ثم خرج بعد ذلك، وناظر أحسن مناظرة، قال فيها أنا أتبع الحق وأجتهد، ولا أتقيد بمذهب، فإنه في هذا العكوف درس تلك المبسوطات التي اشتملت على فقه الصحابة والتابعين، واكتفى بها علماً مضافاً إليه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وخرج من القيود المذهبية إلى الاستظلال بظل الآثار والكتاب فقط.
١٠٠ - إلى هنا قد أشرنا إلى من تلقى عليهم ابن حزم من شيوخ، سواء أكان التلقي بالخطاب ممن أدركهم. أم كان بالكتاب ممن سبقوه ولم يدركهم، ولم نشر إلى الدراسات العقلية والفلسفية التي كان على علم بها، فلم نذكر عمن تلقاها.
83