Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
خپرندوی
دار الفكر العربي
د خپرونکي ځای
القاهرة
اللسان والبلاغة والشعر والسير والأخبار، أخبرني ابنه الفضل أنه اجتمع مخط أبيه من تواليفه نحو أربعمائة مجلد)) .. قال الذهبي: ((كان إليه المنتهى في الذكاء وحدة الذهن، وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب، والملل والنحل والعربية والآداب والمنطق والشعر مع الصدق والديانة، والحشمة والسؤدد والثروة، وكثرة الكتب)) قال الغزالي رحمه الله تعالى: ((وجدت في أسماء الله كتاباً لأبي محمد بن حزم يدل على عظم حفظه، وسيلان ذهنه))(١).
ويقول فيه عبد الواحد المراكشي في كتابه المعجب: ((له مصنفات كثيرة جليلة القدر، شريفة القصد في أصول الفقه وفروعه، على مهيعه الذي يسلكه، ومذهبه الذي يتقلده. وهو مذهب داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري، ومن قال بقوله من أهل الظاهر، ونفاة القياس والتعليل، بلغني عن غير واحد من علماء الأندلس أن مبلغ تصانيفه في الفقه والحديث والأصول والنحل والملل وغير ذلك من التاريخ والنسب وكتب الأدب والرد على المخالفين - نحو أربعمائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة، وهذا شيء ما علمناه لأحد من كان في مدة الإسلام قبله إلا لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري فإنه أكثر أهل الإسلام تصنيفاً))(٢).
٧١ - تتضافر كل الروايات والأخبار على عظم منزلة ابن حزم العلمية، وأنه أكثر علماء الإسلام تصنيفاً وتأليفاً. وعلى أنه عالج العلوم الإسلامية كلها، وقد قرروا أنه بمنزلة أبي جعفر بن جرير الطبري من حيث كثرة التأليف، ولكن يختلف عن أبي جعفر في نوع التأليف؛ فأبو جعفر كان أكثر تأليفه في الأخبار والتاريخ والتفسير والرواية، وله قدم في الفقه والحديث فإذا كان له كتاب اختلاف الفقهاء فإنه لا يرتفع إلى مقام ابن حزم في الفقه والأصول، وفوق ذلك فإن ابن جرير لم يعرف بالمجادلة في الملل والنحل بالقدر الذي علم لابن حزم، ولكل منهما فضله ومقامه. ولا نقصد بهذا الغض من مقام ابن جرير وأثره في الإسلام وحفظه لتاريخه، ولروايته تفسير القرآن الكريم.
(١) نفح الطيب ج ٦ ص ٢٠٤ طبع فريد الرفاعي
(٢) المعجب ص ٤٧
61