22

Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

خپرندوی

دار الفكر العربي

د خپرونکي ځای

القاهرة

الميلاد ما نصه: ((وكتب إلى بخط يده أنه ولد بعد صلاة الصبح من آخر يوم من شهر رمضان وهو ابن ثنتين وسبعين سنة إلا شهراً (١)، ونظرة يسيرة إلى ذلك النص تثبت أن ثمة خطأ في النسخ، لأنه إذا كان الثابت أنه توفي في آخر شعبان سنة ٤٥٦ هـ كما هو مذكور في معجم الأدباء، فإنه لكي يعيش ثنتين وسبعين سنة إلا شهراً يجب أن تكون ولادته في آخر رمضان سنة ٣٨٤ لا سنة ٣٨٣، إذ على مقتضى أن ولادته سنة ٣٨٣، ووفاته سنة ٤٥٦ يجب أن تكون سنه عند الوفاة ثلاثاً وسبعين ولا تكون ثنتين وسبعين، وعلى ذلك يكون التحريف في النسخ ثابتاً بدليل من ذات نص ياقوت، وفوق ذلك فياقوت قد أسند التاريخ إلى صاعد الذي أسند إليه الجميع، وحكوا عنه أن ابن حزم كتب إليه بأن ولادته سنة ٣٨٤ لا سنة ٣٨٣. وقد كان مولده بقرطبة بالجانب الشرقي.

جنسيته

٢١ - علا ابن حزم بعلمه، ولم يعل بنسبه، ولقد كان من أسرة لها شأن في الوزارة في حكم الأندلس، وكان هو وزيراً لبعض الأمراء، ولكنه رأى الشرف والسلامة والعزة في أن ينصرف إلى العلم، فعلا بالعلم، ودوى في التاريخ اسمه إماماً في الفقه، ومؤرخاً، وكاتباً وشاعراً.

وقد ذكر أنه ينتمي لأسرة فارسية، وذلك أن جده يزيد كان فارسياً وكان مولى ليزيد بن أبي سفيان أخي معاوية الذي ولاه أبو بكر إمرة الجيش الأول الذي ذهب لفتح الشام.

وعلى ذلك فهو قرشي بالولاء، فارسي بالجنس، وإنه لذلك الولاء كان يتعصب لبني أمية، يعادي من عاداهم ويوالي من والاهم، وإن ذلك من الوفاء الذي كان في معدن ابن حزم وكان متغلغلاً في صميم نفسه، حتى إنه أخص سجاياه وأشرف ما عرف به.

وقد رحل جده الأعلى مع البيت الأموي إلى الأندلس، لما رحلوا

(١) معجم الأدباء جـ ٢٢ ص١٣٧ طبع الرفاعي.

22