Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
خپرندوی
دار الفكر العربي
د خپرونکي ځای
القاهرة
وحسبك أن تعلم أنها تكتب على طرازها بالذهب من الجانب الأيمن
أنا والله أصلح للمعالى وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وتكتب على الجانب الأيسر :
وأمكن عاشقي من صفح خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها
ومع ذلك يقول المقري : وكانت مع ذلك مشهورة بالصيانة والعفاف .
١٣٢ - ولا غرابة في أن تكون عفيفة مصونة ، ومع ذلك تقول ما تقول مما قصصنا عليك ، ومما ننزه القرطاس عن تدوينه . فإن الحياة في ذلك العصر ، كانت فيها المظاهر المتناقضة الكثيرة ، فكنت ترى قرطبة خيراً المدن إقامة الشعائر الدينية ، فيقول في ذلك المقري :
((ومن محاسنها - أي محاسن قرطبة - ظرف اللباس وتظاهر بالدين والمواظبة على الصلاة ، وتعظيم أهلها لجامعها الأعظم ، وكسر أواني الخمر حينما تقع عين أحد من أهلها عليها ، والتستر بأنواع المنكرات والتفاخر بأصالة البيت وبالجندية وبالعلم ، وهي أكثر بلاد الأندلس كتباً ، وأهلها أشد الناس اعتناء بخزائن الكتب وصار عندهم من آلات التبين والرياسة ، حتى أن الرئيس منهم الذي لا تكون عنده معرفة يحتفل في أن تكون في بيته خزانة كتب وينتخب فيها ، ليس إلا لأن يقال فلان عنده خزانة كتب ، والكتاب الفلاني ليس عند غيره ، والكتاب الذي هو بخط فلان قد حصله وظفر به)) .
وقال الحضري : أقمت مرة بقرطبة ولازمت سوق كتبها مدة أترقب فيه وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء إلى أن وقع ، وهو بخط فصيح ، وتفسير مليح ، ففرحت به أشد الفرح . فجعلت أزيد في ثمنه ، فيرجع إلى المنادي بالزيادة على إلى أن بلغ فوق حده ، فقلت له : يا هذا أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلغه إلى مالا يساوي ، فأراني شخصاً على لباس رياسة ، فدنوت منه ، وقلت له: أعز الله سيدنا الفقيه ، إن كان لك غرض في هذا الكتاب تركته لك ، فقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حده ، فقال لي: لست
110