Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
خپرندوی
دار الفكر العربي
د خپرونکي ځای
القاهرة
فقال أبو محمد : هذه صورة حسنة ، فقال أبو عمر : لم نر إلا الوجه . . ، فقال ابن حزم ارتجالا :
فقلت له أسرفت فى اللوم فاتئد فعندى رد لو أشاء طويل
وإنك لترى فى هذه الأبيات جمال المداعبة بين هذين الصديقين العاميين المؤتلفين . فلم يكن ابن حزم على خلاف مع كل العلماء ، ولم يكن على عداوة مع الكثيرين منهم، ولكن الذين جمدوا عن مجاراة تفكيره هم الذين عادوه ، فكانت تلك الصحبة العلمية ثمرة من ثمرات الانصراف العلمى ، ولم يعرف عنه رضى الله عنه أن له صديقاً من بين الحكام ، بل المعروف أنه كان له أصدقاء من العلماء ، وإن كان له أعداء أكثر ، وإن وجود الأصدقاء والأعداء معاً دليل على الانصراف الكلى للعلم ، إذ كان وصفه الذى به يعرف والوصف الذى بسببه كان الأعداء والأولياء معاً .
١٠٤ - ولقد كان انصرافه للعلم والأدب وما يتصل بهما سبباً فى أن كانت بينه وبين الأدباء مساجلات أدبية يرد بها على من هجوه ، ویواد بها من يوالونه ، وهو فى الحالين يسجل منزلته الأدبية ، كما سجلت كتبه منزلته العلمية ، ومن ذلك ما كان بينه وبين أبى المغيرة عبد الوهاب بن حزم وهو ابن عمه ، وقد كانت بينهما ملاحاة ، فقد كتب إليه رسالة طويلة جاء فيها وصف كتاب من كتب ابن حزم :
((كتاب مبنى على الظلم العبقرى، والبهتان الجلى، ومكابرة العيان، ومدافعة البرهان ، وقد طمس اللّه أنواره وأظهر عواره ، فصار كالفلاة العوراء ، لا ماء ولا شجر، والليلة الظلماء ، لا نجم ولا قمر)).
(١) نفح الطيب ج ٦ ص ٢١٦، ٢١٨ طبع فريد الرفاعى.
87