Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
خپرندوی
دار الفكر العربي
د خپرونکي ځای
القاهرة
قرطبة، وابن الفرضى كان قاضياً ببلنسية، وقد أخذ عنه الفقه والحديث. ولم يكن بعد قد انصرف إلى الفقه انصرافاً كلياً.
وإذا كان قد درس على هؤلاء، فلا بد أنه قد تلقى الفقه المالكي في صدر دراساته الفقهية، كشأن أكثر أهل الأندلس عامة. وذوي المناصب فيهم خاصة لأنهم في الغالب لا يشذون عن المعروف عند العامة، ولأن الذين تلقى عليهم الفقه أولاً كانوا من المالكيين، ولم يعرفوا بأنهم من أهل الاختيار من المذاهب المختلفة.
٩٥ - ولكن المعروف بين الذين أرخوا لحياته أنه انتقل إلى المذهب الشافعي، ولم يكن المذهب الشافعي معروفاً عند عامة أهل الأندلس، ولم يذكر لنا من بين شيوخه الذين يذكرهم العلماء من هو شافعي، أفتلقى العلم الشافعي من بطون الكتب بعد أن اشتد وترعرع، وقد ضاق ذرعاً من التقييد المذهبي الذي كان سائداً في عصره، أم أنه تلقاه عن بعض الشيوخ ولو في إحدى رحلاته، ولو أنه دون رحلاته لاستطعنا أن نعرف نوع ما كان يتلقاه في كل بلد نزل فيه.
وإن من المؤكد أنه وجد في الأندلس علماء من الشافعية وإن لم يكن المذهب مشهوراً معروفاً فيها، ووجد علماء لهم اختيار في الفقه من المذاهب الأربعة، يسيطر عليهم مذهب منها، وإن لم يتقيدوا به في اختيارهم، وعلى هؤلاء تلقى ابن حزم الفقه الشافعي أولاً، ثم الفقه المقارن ثانياً، ثم اتجه بعد ذلك إلى اختيار مذهب الكتاب والسنة والآثار فقط؛ وأن تلقيه من هؤلاء كان من المؤكد بالقراءة لهم ويجوز أنه التقى ببعضهم، واكتسب منه توجيهاً، وإن لم يكتسب منه تعليماً، فإنه كان في سن قد عات على التعليم عند ذلك اللقاء.
٩٦ - وإن في رسالته التي شاد فيها بفضل علماء الأندلس ما يدل على ذلك دلالة واضحة بينة - على أنه تلقى فقه الشافعي من الكتب، والفقه المقارن، وفقه الأثر من مبسوطات فقهية كبيرة عكف على قراءتها ودراستها. فهو يقول :
80