Ibn Hanbal: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه
من خلقه في معنى من المعاني ولا وجه من الوجوه. قال نعم. وقد كنت أضرب الناس على دون هذا، فقال للكاتب: اكتب ما قال.
ثم قال لعلي بن أبي مقاتل ما تقول يا علي؟ قال سمعت كلام أمير المؤمنين غير مرة، وما عندي غير ما سمع، فامتحنه بالرقعة، فأقر بما فيها، ثم قال له القرآن مخلوق؟ قال القرآن كلام الله. قال: لم أسألك عن هذا. قال: هو كلام الله، وإن أمرنا أمير المؤمنين بشيء، سمعنا وأطعنا. فقال للكاتب: اكتب مقالته
ثم قال للذيال نحوًا من مقالته لعلي بن أبي مقاتل. فقال له مثل ذلك
ثم قال لأبي حسان الزيادي ما عندك؟ قال سل عما شئت، فقرأ عليه الرقعة ووقفه عليها، فأقر بما فيها، ثم قال من لم يقل هذا القول، فهو كافر. فقال القرآن مخلوق هو؟ قال القرآن كلام الله، والله خالق كل شيء وما دون الله مخلوق. وأمير المؤمنين إمامنا، وبسببه سمعنا عامة العلم، وقد سمع ما لم نسمع، وعلم ما لم نعلم، وقد قلده الله أمرنا فصار يقيم حجنا وصلاتنا، ونؤدي إليه زكاة أموالنا، ونجاهد معه ونرى إمامته إمامة، وإن أمرنا ائتمرنا، وإن نهانا انتهينا، وإن دعانا أجبنا. قال القرآن مخلوق هو؟ فأعاد عليه أبو حسان مقالته، قال إن هذه مقالة أمير المؤمنين قال قد تكون مقالة أمير المؤمنين، ولا يأمر بها الناس، ولا يدعوهم إليها، وإن أخبرتني أن أمير المؤمنين أمرك أن أقول، قلت ما أمرتني به، فإنك الثقة المأمون عليه فيما أبلغتني عنه من شيء، فإن أبلغتني عنه بشيء صرت إليه، قال ما أمرني أن أبلغك شيئًا قال علي بن أبي مقاتل، قد يكون قوله كاختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفرائض والمواريث، ولم يحملوا الناس عليها. قال له أبو حسان ما عندي إلا السمع والطاعة، فإنني آتمر قال ما أمرني أن آمرك؛ وإنما أمرني أن أمتحنك.
ثم عاد إلى أحمد بن حنبل، فقال ما تقول في القرآن؟ قال هو كلام الله قال أمخلوق هو؟ قال هو كلام الله، لا أزيد عليها، فامتحنه بما في الرقعة؛ فلما أتى إلى لا يشبهه شيء في خلقه في معنى من المعاني؛ ولا وجه من الوجوه، قال أقول ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، فاعترض عليه ابن البكاء الأصغر، فقال
54