Ibn Hanbal: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه
عنه في ترجمة الميموني أنه قال فيه: ((عنده عن أبي عبد الله مسائل كثيرة، في ستة عشر جزءا، وجزءين كبيرين من عنده بخط جليل مائة ورقة)) (١)
فهو يفسر الجزءين الكبيرين بمائة ورقة، أي أن الجزء الكبير خمسون ورقة، فلو فرضنا أن المائتين من نوع الكبير تكون نحو عشرة آلاف ورقة، أي نحو عشرين سفرا أو تزيد، ولكن لم ينص على أنها من الكبير، فهي من المتوسط، وتقديرها بعشرين سفرا معقول، بل متعين.
٧١ - هذا هو عمل الخلال ناقل الفقه الحنبلي، وقد تبعه من جاءوا بعده في نقله ولخصوه، ثم شرحوه، ثم وزنوه بأقوال الأئمة أصحاب المذاهب، وعد لهذا بحق ناقل المذهب الحنبلي، وقد توفي سنة ٣١١ هـ.
نقلة بعد الخلال
٧٢ - قلنا إن الخلال يعتبر ناقل الفقه الحنبلي، وأقمنا الدليل على ما قلناه، وقد نقل معه غيره، وإن كان أقل قدرا، واعتمد في نقله على ما روى الخلال، وإن كان قد روى عن غيره قليلا، ولنذكر اثنين، كان لهما الفضل في تلخيص ما جمعه الخلال. والزيادة عليه في القليل النادر. وهما عمر بن الحسين أبو القاسم الخرقى، وعبد العزيز ابن جعفر المعروف بغلام الخلال.
٧٣ - عمر بن الحسين الخرقى المتوفى سنة ٣٣٤، وقد قال فيه العليمي: ((أحد أئمة المذهب، كان عالما بارعا في مذهب أبي عبد الله، وكان ذا دين، وأخا ورع، رحمه الله، قرأ العلم على من قرأ على أبي بكر المروذي، وحرب الكرماني، وصالح وعبد الله ابني إمامنا أحمد، له المصنفات الكثيرة، وتخريجات على المذهب، لم ينشر منها إلا المختصر)) (٢)
وترى من هذا أنه تلقى علم الخلال وأخذ منه، لأنه أخذ عمن قرأ على هؤلاء الذين ذكرهم، وهم المروذي وصالح وعبد الله، وقد تلقى الخلال مسائل هؤلاء، وضمنها كتابه.
(١) راجع نبذة رقم ١٣
(٢) المنهج الأحمدي ص ٤٤٠
185