Ibn Hanbal: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه
ولذا قيل عن أبى حنيفة مرجىء، وجعله الشهرستاني من مرجئة السنة الذين يرجون عفو الله للمذنبين، لا الذين يستبيحون المنكرات.
ومن الفرق الاعتقادية الجبرية أو الجهمية، وهم الذين قالوا إن الإنسان ليس له إرادة فيما يفعل، والله سبحانه وتعالى هو الفاعل لكل ما يجري على يديه، إن خيرا أو شرا، وأنه في أفعاله كالريشة يحركها الهواء، وقد شاع القول بالجبر في العصر الأموي وقيل: أول من جهر به الجهم بن صفوان، ولذلك يسمون الجهمية، والجهم كان من أول من قال إن القرآن مخلوق، ولذلك يجئ على لسان أحمد رمي القائلين هذا القول بأنهم جهمية، وإن كان المعتزلة الذين يخالفون الجهم في أفعال الإنسان كل المخالفة يقولون هذا القول.
ومن الفرق الاعتقادية القدرية: وهم الذين يقولون إن الإنسان يخلق أفعال نفسه الاختيارية. ومنهم من سموا في التاريخ الإسلامي باسم المعتزلة، وقد كان لهم شأن كبير في الفكر الإسلامي في عصر العباسيين؛ إذ هم الذين تولوا الرد على الزنادقة، وأهم مبادئهم خمسة، هي:
(١) التوحيد وفسروه بأن الله سبحانه وتعالى واحد في ذاته، وفي صفاته، فلا يشاركه أحد من المخلوقين في أي صفة، ولذلك نفوا رؤية الله.
(٢) العدل من الله سبحانه وتعالى، ولذلك اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يخلق الناس أفعالهم؛ ليكون الثواب والعقاب، والتكليف بوجه عام.
(٣) الوعد والوعيد بأن يجازي المحسن بإحسانه، ومن أساء يجزيه سوءا، فلا يغفر لمرتكب الكبيرة كبيرته.
(٤) أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المؤمن والكافر، وقد يسمى مسلما فاسقا ولكن لا يسمى مؤمنا قط، وهو مخلد في النار.
(٥) الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فقد قرروا وجوبهما على المؤمنين، نشراً للدعوة الإسلامية، وهداية للضالين، وكل بما يستطيع، فذو السيف بسيفه، وذو اللسان بلسانه، والله سبحانه وتعالى هو الهادى.
119