Ibn Hanbal: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه
بين المؤمن ، والكافر ، كما هو رأى المعتزلة، وقد قتل زيد في عصر هشام بن عبد الملك سنة ١٢٢ هـ.
ومن الشيعة من لم يخرج عن الإسلام، ولكن في آرائهم غلو، ومن هؤلاء الغلاة الكيسانية، وهم أتباع المختار بن عبيد الثقفي الذي ظهر في أول الدولة المروانية، وكانوا يعتقدون أن الخليفة من أولاد علي بعده - الحسن، ثم الحسين، ثم محمد بن الحنفية، وهم يعتقدون بتناسخ الأرواح، ويرون أن لكل شيء ظاهرا وباطنا، وأن الإمام اختص بعلم الباطن.
ومن الغلاة أيضا الإمامية الاثنا عشرية، وهم الذين يعتقدون أن إمامهم الثاني عشر غاب في سر من رأى، وأنهم ينتظرونه من قبل، ولا زالوا ينتظرونه إلى اليوم، وهؤلاء يعتقدون أن الإمام منصوص عليه بالاسم دون الوصف، كما يقول الزيدية، ويعتبرون الأئمة بعد الحسين، محمدا الباقر، ثم جعفرا، وهكذا، حتى الثاني عشر الذي غاب، وينتظر، ومنهم اليوم سكان فارس.
ومنهم الإمامية الإسماعيلية، وهم يرون كالاثنا عشرية أن الإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم معين بالاسم، ويعدون الإمام بعد محمد الباقر جعفرا كالاثنا عشرية، ثم من بعد جعفر ابنه إسماعيل، وهم يرون أن الإمام يجوز أن يكون مكتوما، ولذا سموا الباطنية، وكان من هؤلاء من تولوا الحكم في مصر، وهم الدولة الفاطمية.
أما الذين خرجوا من الشيعة عن الإسلام بانحرافهم، فمنهم السبئية أتباع عبد الله ابن سبأ، فقد ألهوا عليا، حتى حرق بعضهم.
ومنهم الغرابية، وهم الذين زعموا أن النبوة كانت لعلي، ولكن جبريل أخطأ، ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم، لما بينه وبين علي من شبه، كشبه الغراب بالغراب. ١٢٤ - ومن الفرق السياسية الخوارج، وقد ظهروا في جيش علي رضي الله عنه، غب قبوله فكرة التحكيم بعد أن حملوه عليها، إذ ثاروا بعد قبوله لها صائحين لا حكم إلا لله، وزعموا أن عليا رضي الله عنه كفر بقبوله التحكيم، وأن عليه أن يتركه، وأن يتوب بعد هذا الكفر، وقد بغوا عليه، فقاتلهم، حتى خضد شوكتهم، ولكنهم شغلوه عن معاوية، وكانوا سبب ضعفه.
117