فمن رأى أن حبنا لهم يمنع من نقدنا لهم فهو مغال فيهم ، ومن رأى أن نقدنا لهم يمنع من حبنا لهم فهو مغال ضدهم ، فالحب والنقد، التقدير والمؤاخذة، كل هذا يسير بلا تناقض ولا طغيان طرف على آخر، ومن لم يعقل هذا فلن ينتفع بحوار ولا جدال ولا برهان، لأن هذه من أساسيات العلم والإنصاف.
سؤال:
وهناك سؤال يطرح نفسه وهو أن البعض قد يقول: كلامك هذا صحيح من حيث النظرية؛ ولكن التصحيح لا نسمح به من المالكي ولا فلان أو فلان! وإنما نسمح به من علماء (مؤتمنين)! على الدعوة!.
وللجواب أقول:
أولا: لا يجوز للمصلح أو الباحث أن ينتظر حتى يقرر الآخرون أنهم يقبلون منه أو لا يقبلون، فالشيخ محمد نفسه لم ينتظر هذا من علماء زمانه، وإنما كان يعرض عليهم الدليل ويطالبهم بالدليل، مع أنهم كانوا يرونه أقل علما فضلا، وكذلك فعل العلماء والدعاة عبر العصور.
فالواجب على المصلح أن يعرض الحق مع أدلته، ويرد الباطل دون انتظار أن يرضى الطرف الآخر أو يسخط، فالدين ليس حكرا على فئة من الناس، وإنما هو للجميع ثم يحاسب الشخص على أدلته وبراهينه، ويرد عليه بالدليل والبرهان إذا كان طالب حق.
مخ ۱۶