79

Ibhaj al-Mu'minin bi Sharh Minhaj al-Salikin wa Tawdhih al-Fiqh fi al-Din

إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين

ایډیټر

أبو أنيس على بن حسين أبو لوز

خپرندوی

دار الوطن

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۲ ه.ق

د خپرونکي ځای

الرياض

ثم يقول: ((بسم الله))،


نوى)). ومعلوم أن النية ملازمة للإنسان في كل الأفعال، فإنه إذا فعل فعلاً فلابد له من نية، ولهذا مثلاً إذا رأيته متوجهًا إلى الغسالات - صنابير الماء - ونحوها، وسألته: ماذا تريد؟ قال : أتوضأ، فدل على أنه قد نوى، وعلى هذا فلا يتشدد في النية.

وقد يدخل الشيطان على كثير من الموسوسين، فيثقل عليهم أمر النية، فنقول: النية ملازمة، فإما أن ينوي بغسله رفع الحدث، وإما أن ينوي بغسل وجهه رفع النعاس، وإما أن ينوي بغسل أعضائه مثلاً النظافة وإزالة الوساخة وما أشبه ذلك؛ فلكل امرئ ما نوى، فإذا لم تكن قرينة تدل على أنه نوى غير رفع الحدث اكتفى بذلك، ولا حاجة إلى أن يحرك بذلك قلبه، فينوي رفع الحدث - الذي تقدم (١) أنه: أمر معنوي يقوم بالبدن، يمنع من الصلاة والطواف ومس المصحف - أو ينوي الوضوء للصلاة أو الطهارة للصلاة ونحوها.

واستحضار ذكرها ليس بلازم، ولكن استحضار حكمها لازم، ومعنى استحضار حكمها: ألا ينوي قطعها حتى تتم الطهارة، فلو نوی وغسل وجهه ويديه بنية، ثم قطع النية وعزم على ترك الوضوء، ثم غسل رجليه للنظافة، لم يرتفع حدثه.

ثانياً: التسمية

قوله: (ثم يقول: ((بسم الله))):

التسمية واجبة عند بعض العلماء، كالإِمام أحمد رأى أنها واجبة، ولكن وجوبها خاص بمن تذكرها؛ ولذلك قالوا: تسقط بالنسيان، وتسقط بالجهل،

(١) انظر ص ٥٨ من هذا الكتاب.

79