وإذا قلتم: إن الله لم يرزقه الحرام، لزمكم أن الله لم يغذه به، ولا جعله قواما لجسمه، وأن لحمه وجسمه قام وعظمه اشتد بغير الله ﷿، وهو ممن رزقه الحرام، وهذا كفر عظيم إن احتملوا.
مسألة أخرى في الأرزاق:
ويقال لهم: لم أبيتم أن يرزق الله الحرام؟
فإن قالوا: لأنه لو رزق الحرام لملك الحرام.
يقال لهم: خبرونا عن الطفل الذي يتغذى من لبن أمه، وعن البهيمة التي ترعى الحشيش، من يرزقهما ذلك؟
فإن قالوا: الله تعالى.
قيل لهم: فمن ملَّكهما؟ وهل للبهيمة مِلك؟
فإن قالوا: لا.