والرمز: [وهو] الذي حُكي عن فيثاغورس في وصاياه المرموزة أنه قال: احفظ ميزانك من النّدا، وأوزانك من الصدا. يريد بحفظ الميزان: حفظ اللسان من الخنا. وبحفظ الأوزان من الصدا: حفظ العمل من الهوى. ولا يوجد الرمز في علم معنوي، ولا في كلام لغوي. والرمز في غير هذا المعنى تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم.
ومثله: الهمس واللغز، وهو غير مجد فهمًا، ولا مفيد علمًا، بل هو مفسدة للأدب.
وعِلم النوكي: وهو كقول الشاعر:
رجل مات وخلّف رجلًا ... ابن أم ابن أخي أخت أبيه
معه أم بني أولاده ... وأبو أخت بني عم أبيه
وإنما يريد: ميتًا خلّف أبًا وزوجة وعمًا.
ويكون في الشعر من جهة الإعراب، أن يكون كاللحن في الوصل، وهو صحيح في الفصل كقوله:
يا خالًا، الدُّرة الحمراء وابنتها ... على طعامك ملحًا غير مدقوق
وإنما يريد: يا خال، ينادي خاله، قد ذرت الحمراء وابنتها على طعامك [ملحًا غير مدقوق] وهما امرأتان.
أو كقول الشاعر:
لقد طاف عبد الله بالبيت سبعة ... فسل عن عبيد الله ثم أبا بكر
وإنما يريد: لقد طاف عبدان لله، رجلان، فسلعن عبيد الله، أي أسرع. يقال: