قبله مرفوع، والهاء مضمرة؛ كأنه قال: أم أصابه مال.
قال الشاعر:
فما أدري أغيَّرهم تناء ... وبُعد الدار، أم مال أصابوا؟
أراد: أصابوه، فأضمر الهاء.
وأنشد هو وغيره:
ورأيت زوجك في الوغى ... متقلدًا سيفًا ورمحا
ومثله: ﴿وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ﴾ أي: إلا من له مقام معلوم. ومثله: ﴿إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَاكُلُونَ الطَّعَامَ﴾، أي: إلا إنهم "من"، فأضمر من. وإنما جاز ذلك؛ لأن "من" بعض للشيء الذي هي منه فاستغنى [عن] مَنْ لذلك.
قال ذو الرمة:
تولَّوا فمنهم دمعه سابق له ... وآخر يذري عبرة العين بالمهل
والماء لا يعلف، ولكنه من صفة الغذاء. والرمح لا يتقلَّد، ولكنه من صفة السلاح.