162

Husool Al-Ma'mool Bisharh Mukhtasar Al-Fusool Fi Seerat Al-Rasool

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

خپرندوی

نادي المدينة المنورة الأدبي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

ژانرونه

فصل
بَعَث بئر مَعُونة (^١)
قال المصنف: «وفي صَفَرَ هذا بَعَثَ إلى بئرِ مَعُونة أيضًا، وذلك أن أبا بَراء عامر بن مالك المدعو مُلاعب الأسنة، قَدِمَ على رسُولِ الله ﷺ المدينة فدعاه إلى الإسلامِ فلم يُسلم ولم يُبعد. فقال: يا رسُولَ الله! لو بعثتَ أصحابَك إلى أهلِ نجدٍ يدعونهم إلى دينكَ لرجوتُ أن يجيبوهم، فقال: «إني أخافُ عليهم أهلَ نجدٍ»، فقال أبو بَراء: أنا جارٌ لهم.
فبَعَثَ ﷺ فيما قاله ابن إسحاق: أربعين رجلًا من الصحابة (^٢)، وفي الصحيحين: سبعين رجلًا (^٣)، وهذا هو الصحيح. وأمَّر عليهم المُنذر بن عمرو ﵃ أجمعين، وكانوا من فُضلاءِ المسلمينَ وسادتِهم وقرائِهم، فنهضُوا فنزلُوا بئرَ مَعُونة، ثم بعثوا منها حرام بن مِلْحَان أخا أم سُليم بكتاب رسُولِ الله ﷺ إلى عدوّ الله عامرِ بن الطُّفيل، فلم ينظُر فيه، وأمر به فقتله رجلٌ، ضربه بحربة، فلمَّا خرج الدمُ، قال: فزتُ وربّ الكعبةِ. واستنفرَ عدوُّ الله عامرٌ: بني عامرٍ إلى

(^١) بئر معونة موضع في نجد على بعد (١٦٠) كيلًا عن المدينة.
(^٢) سيرة ابن هشام ٢/ ١٨٤.
(^٣) صحيح البخاري «٤٠٨٤»، صحيح مسلم «٦٧٧».

1 / 181