٣٣ - بَاب مَا نزل فِي خلق حَوَّاء من آدم ﵉
﴿خَلقكُم من نفس وَاحِدَة وَخلق مِنْهَا زَوجهَا وَبث مِنْهُمَا رجَالًا كثيرا وَنسَاء وَاتَّقوا الله الَّذِي تساءلون بِهِ والأرحام﴾
قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة السناء ﴿خَلقكُم من نفس وَاحِدَة﴾ آدم ﵇ ﴿وَخلق مِنْهَا زَوجهَا﴾ حَوَّاء قيل خلقت قبل دُخُوله الْجنَّة وَقيل بعد دُخُوله إِيَّاهَا ﴿وَبث مِنْهُمَا﴾ أَي فرق وَنشر من آدم وحواء الْمعبر عَنْهَا بِالنَّفسِ وَالزَّوْج ﴿رجَالًا كثيرا وَنسَاء﴾ أَي نسَاء كَثِيرَة وَترك التَّصْرِيح بِهِ اسْتغْنَاء أَو اكْتِفَاء بِالْوَصْفِ الأول ﴿وَاتَّقوا الله الَّذِي تساءلون بِهِ والأرحام﴾ كَانُوا يقرنون بَينهمَا فِي السُّؤَال والمناشدة فَيَقُولُونَ أَسأَلك بِاللَّه وَالرحم وأنشدك الله وَالرحم قيل التَّقْدِير وَاتَّقوا قطع مَوَدَّة الْأَرْحَام فَإِن قطع الرَّحِم من أكبر الْكَبَائِر وصلَة الْأَرْحَام بَاب لكل خير فتزيد فِي الْعُمر وتبارك فِي الرزق وقطعها سَبَب لكل شَرّ وَلذَا وصل تقوى الرَّحِم بتقوى الله وصلَة الرَّحِم تخْتَلف باخْتلَاف النَّاس فَتَارَة تكون عَادَته مَعَ رَحمَه الصِّلَة بِالْإِحْسَانِ وَتارَة بِالْخدمَةِ وَقَضَاء الْحَاجة وَتارَة بالمكاتبة وَتارَة بِحسن الْعبارَة وَغير ذَلِك
والأرحام اسْم لجَمِيع الْأَقَارِب من غير فرق بَين الْمحرم وَغَيره لَا خلاف فِي هَذَا بَين أهل الشَّرْع واللغة وَقد خصص أَبُو حنيفَة ﵀ الرَّحِم بالمحرم فِي منع الرُّجُوع فِي الْهِبَة مَعَ مُوَافَقَته على أَن مَعْنَاهَا أَعم وَلَا وَجه لهَذَا التَّخْصِيص
1 / 63