﴿وَإِنِّي سميتها مَرْيَم﴾ أَي العابدة ومقصودها من هَذَا الْإِخْبَار بِالتَّسْمِيَةِ التَّقَرُّب إِلَى الله فَإِن معنى مَرْيَم خَادِم الرب بلغتهم ﴿وَإِنِّي أُعِيذهَا بك وذريتها من الشَّيْطَان الرَّجِيم﴾ عَن أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول مَا من بني آدم من مَوْلُود إِلَّا نخسه الشَّيْطَان حِين يُولد فَيَسْتَهِل صَارِخًا من نخسه إِيَّاه إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا مُتَّفق عَلَيْهِ وَلِلْحَدِيثِ أَلْفَاظ عَنهُ ﴿فتقبلها رَبهَا بِقبُول حسن﴾ أَي رَضِي بهَا فِي النّذر وسلك بهَا مَسْلَك السُّعَدَاء ﴿وأنبتها نباتا حسنا﴾ أَي سوى خلقهَا من غير زِيَادَة وَلَا نُقْصَان ﴿وكفلها زَكَرِيَّا﴾ أَي ضمهَا إِلَيْهِ بِالْقُرْعَةِ لَا بِالْوَحْي وَكَانَ من ذُرِّيَّة سُلَيْمَان وَعَن ابْن عَبَّاس وناس من الصَّحَابَة أَن مَرْيَم كَانَت ابْنة سيدهم وإمامهم فتشاح عَلَيْهَا أَحْبَارهم فاقترعوا فِيهَا بسهامهم أَيهمْ يكفلها وَكَانَ زَكَرِيَّا زوج أُخْتهَا فكفلها وَجعلهَا مَعَه فِي محرابه وَكَانَت عِنْده وحضنها ﴿كلما دخل عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَاب وجد عِنْدهَا رزقا﴾ قيل فَاكِهَة الشتَاء فِي الصَّيف وَفَاكِهَة الصَّيف فِي الشتَاء وَقَالَ ابْن عَبَّاس عنبا فِي مكتل فِي غير حِينه (قَالَ يَا مَرْيَم أَنى لَك هَذَا قَالَت هُوَ من عِنْد الله إِن الله يرْزق م يَشَاء بِغَيْر حِسَاب) وَهَذَا يدل على جَوَاز الْكَرَامَة لأولياء الله تَعَالَى
٢٨ - بَاب مَا نزل فِي ولادَة العاقر وَزوجهَا شيخ كَبِير
﴿قَالَ رب أَنى يكون لي غُلَام وَقد بَلغنِي الْكبر وامرأتي عَاقِر قَالَ كَذَلِك الله يفعل مَا يَشَاء﴾
قَالَ تَعَالَى ﴿قَالَ رب أَنى يكون لي غُلَام وَقد بَلغنِي الْكبر وامرأتي عَاقِر﴾
1 / 58