============================================================
(16) لك السناعة بذلك الجواد والا فليعلم انه في واد والكتابة في واد واما الامور الخاصة التي تزيد معرفتها قدره ويزين العلم بها نظمه ونثره فانها من المكملات لهذا الفن وان لم يضطر اليها ذو الذهن الثاقب والطبع السليم والقريحة المطاوعة ل والفكرة المنقحة والبديهة المجيبة والروية المتصرفة لكن العالم بها متمكن من ازمة المعاني يقول عن علم ويتصرف عن معرفة وينتقد بحجة ويتخير بدليل ويستحسن ال برهان ويصوغ الكلام بترتيب (فمن ذلك) علم المعاني والبيان والبديع والكتب المؤلفة فى اعجاز الكتاب العزيز ككتب الرماني والحجرجاني والامام فخر الدين ال والسكاكي والخفاجي وغيرهم وانا اشير الآن الى نكت منها تدل على جلالة ق در هذا العلم وعظم الفايدة به وان الاديب والكاتب العاريين منه قاصران عن ادنى رتب الكمال يجيدان ولا يدريان كيف يجيبان فلو سئل عن علة معنى استحساته او لفظ استحلاه او تركيب استجاده لم يقدر على الاتيان بدليل على ذلك كما قال بعضهم يابا جعفر اتحكم فى الشعر * وما فيك آلة الحكام ال ان نقد الدينارالاعلى الصر * في صعب فكيف نقدالكلام قد رآيناك لست تفرق في الاشعار بين الارواح والاجسام ال و حكى الامام عبد القاهر الجرجاني قال ركب الكندي المتفلسف الى ابى العباس ال و قال له اني اجد في كلام العرب حشوا فقال له ابو العباس في اي موضع وجدت ال ذلك قال وجدت العرب تقول عبدالله قايم ثم يقولون ان عبدالله قايم ثم يقولون ال ان عبدالله لقائم فالالفاظ متكررة والمعنى واحد فقال ابو العباس بل المعاني مختلفة لاختلاف الالفاظ فقولهم عبدالله قام اخبار عن قيامه وقولهم ان عبد الله قلم جواب عن سؤال سائل وقولهم ان عبدالله لقايم جواب عن انكار منكر قيامه فما احار المتفلسف جوابا فاذا ذهب مثل هذا على الكندي فما الظن بغيره وان كان من محاسن الكلام ما لا يحكم في امتزاجه بالقلوب غير الذوق السليم كما قال الشاعر ال شىء به فتن الورى غير الذي * يدعى الجمال ولست ادري ماهو
مخ ۱۶