============================================================
(123) فاستقنيها يا سواد بن عمرو* ان جسمي بعد خالي لخل فهذه أمور جلية في الحل يتصرف الذهن فى اتواعها بحسب قابليته واستعداده * الاومما يتمين على الكاتب استعماله والمحافظة عليه والتمسك به اعطاء كل مقام حقه فاذا كتب في أوقات الحروب الى نواب الملك عنه والى مقدمي الحيوش والسرايا فليتوخ الايجاز والالفاظ البليغة الدالة على القصد من غير تطويل ولا بسط يضيع المقصد ويفصل الكلام بعضه من بعض ولا تهويل لامر العدو يضعف به القلوب ولا تهوين لامرء يحصل به الاغترار (فمن ذلك صورة كتاب آنشاته الى مقدم سرية كشف لم أكتب به) وهولا زال اخف في مقاصده من وطاة يف واخفى في مطالب من زورة طيف واسرع في تنقله من سحابة صيف الاوأروع للعدى في تطلعه من سلة سيف حتى يتعجب عدو الدين في الاطلاع على ال عوراته من أين دهى وكيف ويعلم آن من قسمته الشقاء حصل عليه في مقاصده الحيف أصدرناها اليه نحثه على الركوب بطليعة آعجل من السيل وأهول من الليل وأيمن من نواصى الخيل وآقدم من النمر واوقع على المقاصد من الغيث المنهمر وأروع في مخاتلة العدى من الذئب الحذر على خيل تجرى ما وجدت فلاة وتطيع را كبها مهما اراد منها سرعة او اناة تتستم الحبال الصم كالوعل واذا جارتها البروق عدت وراءها تمشى الهوينا كما يمشي الوحى الوجل وليكن كالنجم في سراء وبعد ذراء ان جرى فكسهم وان خطر فكرهم وان طلب فكاليل الذي هو مدرك وان طلب فكالجنة التى لا يجد اريحها مشرك حتى يأتي على عدو الدين من كل شرف ويرى جمعه من كل ال طرف ولا يسرف في الاقامة عليه الا اذا علم ان الحير في السرف وليحرز عم ويسبق الى التحرز مهم بصرهم وسمعهم وينظرهم بعين منعها الحزم ان ترى العدد الكثير قليلا وصدها العزم ان ترى العدو الحقير جليلا بل ترى الامر على فصه وتروي الخبر على نصه وان وجد مغررا فليآخذ خبره ان قدر على الاتيان بعينه والا فليذهب اثره ولا يؤجج فيما لديه نار حرب الا بعد الثقة باطفايها ولا يوقظ عليه عين عدو مهما ظهر له ان المصلحة في اغفاتها
مخ ۱۳۳