235

حسن التنبه

حسن التنبه لما ورد في التشبه

پوهندوی

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

سوريا

ژانرونه

اسْتَحَقَّ الْوِلايَةَ للهِ" (١). وروى في كتاب "الزهد" عن أبي غالب رحمه الله تعالى قال: بلغنا أن هذا الكلام في وصية عيسى بن مريم ﵉: يا معشر الحواريين! تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إلى الله بالمقت لهم، والتمسوا رضاه بسخطهم، قالوا: يا نبي الله! فمن نجالس؟ قال: جالسوا من يزيد في أعمالكم منطقُهُ، ومن يذكركم بالله رؤيته، ويزهدكم في الدنيا عمله (٢). وهذا - أيضًا - من جملة فوائد تأخير هذه الأمة عن الأمم؛ لأن الأمم لما سبرت واستوفيت قبل هذه الأمة، كان ذلك سببًا لكثرة الصالحين وغير الصالحين من المتقدمين، وكلما كثرت أحباب المؤمن من الصالحين ومباغيضه من غيرهم، كان حبه في الله وبغضه في الله أكثر وأعظم، فيزداد أجره، ويعظم ثوابه. وأيضًا في اجتناب هذه الأمة لأحوال من تقدمهم ممن لا ترضى أفعالهم، ولا أحوالهم حجة بالغة لله تعالى على أولئك المتقدمين، فلله تعالى حق أكيد على هذه الأمة، بل على كل متأخر أن يجتنب ما ليس

(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٤٣٠)، وابن أبي الدنيا في "الأولياء" (ص: ١٥). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٨٩): رواه الإمام أحمد وفيه رشدين بن سعد وهو منقطع ضعيف. (٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٥٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٤٤٥) وقال: روي هذا الكلام عن نبينا ﷺ بإسناد ضعيف.

1 / 122