147

حسن التنبه

حسن التنبه لما ورد في التشبه

پوهندوی

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

سوريا

ژانرونه

فتأمَّل كيف لما هاجر إلى النبي ﷺ في الظاهر - والهجرة إليه دليل حبه - فلما أشرك في هجرته غيره، وأضمر طلب أم قيس، سمي بها دونه! قال بعض العلماء: وهذا كان السبب (١) في قوله ﷺ: "إِنَّمَا الأَعْمالُ بِالنِّيَّاتِ، وإنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَىْ، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَىْ اللهِ وَرَسُوْلهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَىْ اللهِ وَرَسُوْلهِ، وَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَىْ دُنْيَا يُصِيْبُها، أَوْ إِلَىْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إِلَىْ ما هاجَرَ إِلَيْهِ". أخرجه الشيخان، وغيرهما من حديث عمر ﵁ (٢). وفي قوله: "أَوِ امْرَأةٍ ينْكِحُها" تلميحٌ بمهاجر أم قيس. وقد روى الطبراني - بسند جيد - عن الحسين بن علي ﵄ قال: من أحبنا للدنيا، فإن صاحب الدنيا يحبه البَرُّ والفاجر، ومن أحبنا لله تعالى، كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى (٣).

= (١/ ١٠): وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. (١) قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص: ١٤): وقد اشتهر أن قصة مهاجر أم قيس هي كانت سبب قول النبي ﷺ: "من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها" وذكر ذلك كثير من المتأخرين في كتبهم، ولم نر لذلك أصلًا يصح، والله أعلم. (٢) رواه البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧). (٣) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٨٨٠).

1 / 33