138

حسن التنبه

حسن التنبه لما ورد في التشبه

پوهندوی

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

سوريا

ژانرونه

ورويا عن أبي موسى الأشعري ﵁ قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! الرجل يحب القوم، ولم يلحق بهم؛ فقال: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" (١). وروى أبو داود عن أبي ذر ﵁: أنه قال: يا رسول الله! الرجل يحب القوم، ولا يستطيع أن يعمل بعملهم؟ قال: "أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"، فأعادها أبو ذر، فأعادها رسول الله ﷺ (٢). فهذه الأحاديث قاضية بأن المحبة تُلحق المُقَصِّرَ في الأعمال عن درجات المجتهدين لمحبته إياهم بهم، فما ظنك بمن بلغ من محبته لهم أن يتشبه بهم في الأعمال الصالحات، والاجتهاد في تحصيل الكمالات! ! فإن قلت: كيف يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى مع هذه الأحاديث: يا ابن آدم! لا يغرنك قول من يقول: المرء مع من أحب؛ فإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم؛ فإن اليهود والنصارى يحبون أنبيائهم، وليسوا معهم. قال حجة الإسلام الغزالي: وهذه إشارة إلى أن مجرد ذلك من غير موافقة في بعض الأعمال أو كُلِّها لا ينفع. وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى في بعض كلامه: هاه! تريد أن تسكن الفردوس، وتجاور الرحمن في داره مع النبيين والصديقين

(١) رواه البخاري (٥٨١٨)، ومسلم (٢٦٤١). (٢) رواه أبو داود (٥١٢٦).

1 / 24