فثوروا عليه الغاغة، وألجئوا ملكهم إلى قتله، فحبسه ثم سقاه السم (١) .
وذكر في أفلاطون أنه ابن أرسطن بن أرسطوقليس، وأنه آخر المتقدمين الأوائل الأساطين؛ معروف بالتوحيد والحكمة، ولد في زمان أزدشير بن دارا، وأخذ عن سقراط وجلس على كرسيه بعد موته (٢) .
وذكر أرسطا ليس أنه ابن نيقوماخوس، وأنه أخذ عن أفلاطون (٣) .
وقال ابن فضل الله (٤) في المسالك: الهرامسة ثلاثة: هرمس المثلث، ويقال له إدريس ﵊؛ كان نبيا، وحكيما، وملكا. وهرمس لقب، كما يقال كسرى وقيصر. قال أبو معشر: هو أول من تكلم في الأشياء العلوية من الحركات النجومية، وأول من بنى الهياكل، ومجد الله فيها، وأول من نظر في الطب وتكلم فيه، وأنذر بالطوفان؛ وكان يسكن صعيد مصر، فبنى هناك الأهرام والبرابي، وصور فيها جميع الصناعات، وأشار إلى صفات العلوم لمن بعده حرصا منه على تخليد العلوم بعده، وخيفة أن يذهب رسم ذلك من العالم، وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، ورفعه إليه مكانًا عليًّا.
وأما هرمس الثاني فإنه من أهل بابل.
وأما هرمس الثالث، فإنه سكن مدينة مصر؛ وكان بعد الطوفان. قال ابن
_________
(١) الملل والنحل ٢: ٨٩.
(٢) الملل والنحل ٢: ٩٤.
(٣) الملل والنحل ٢: ١٣٨.
(٤) مسالك الأبصار في عجائب الأمصار؛ لأحمد بن يحيى المعروف بابن فضل الله العمري، المتوفى سنة ٧٤٩؛ قال ابن شاكر: كتاب حافل ما أعلم أن لأحد مثله، طبع الجزء الأول منه بمطبعة دار الكتب المصرية.
1 / 62