وقد تقدم أن شيث بن آدم نزل مصر وهو نبي، وأن نوحا طافت به سفينته بأرض مصر.
فتمت عدة من دخل مصر باتفاق واختلاف اثنين وثلاثين نبيا غير النسوة الأربع. وقد نظمت ذلك في أبيات فقلت:
قد حل مصر على ما قد رووا زمر ... من النبيين زادوا مصر تأنيسا
فهاك يوسف والأسباط مع أبه ... وحافدا وخليل الله إدريسا
لوطا وأيوب ذا القرنين خضر سليمـ ... ـان أرميا يوشعا هارون مع موسى
وأمه سارة لقمان آسية ... ودانيال شعيبا مريما عيسى
شيثا ونوحا وإسماعيل قد ذكروا ... لا زال من ذكرهم ذا المصر مأنوسا
قال أبو نعيم (١) في الحلية: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا أحمد بن هارون، حدثنا روح، حدثنا أبو سعيد الكندي، حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: اجتمع وهب بن منبه وجماعة، فقال وهب: أي أمر الله أسرع؟ قال بعضهم: عرش بلقيس حين أُتِيَ به سليمان، قال وهب: أسرع أمر الله أن يونس بن متى كان على حرف السفينة، فبعث الله إليه حوتا من نيل مصر؛ فما كان أقرب من أن صار من حرفها في جوفه.
وقال صاحب مرآة الزمان: وأما موسى بن يوسف، فنبي آخر، قبل: موسى بن عمران. ويزعم أهل التوراة أنه صاحب الخضر.
قلت: والقصة في صحيح البخاري.
_________
(١) هو أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، أبو نعيم الحافظ المؤرخ، صاحب كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء؛ توفي سنة ٤٣٠هـ. الأعلام ١: ١٥.
1 / 57