حروف لاتینی
الحروف اللاتينية لكتابة العربية
ژانرونه
مزية
لا تخل بشيء من نغمات الحروف العربية، بل هي تبرزها جميعا بلا استثناء، وكل نغمة منها يشخصها كما هو الحال الآن حرف واحد لا يشترك غيره معه في أدائها، خلافا للحاصل في بعض النغمات التي يستعمل الإنجليز والفرنسيون والألمانيون والإيطاليون مركبا حرفيا لإبرازها. ثم هي لأدائها جميع نغمات العربية تفضل الطريقة التركية التي لا تؤدي الحروف المتخذة لها كل ما في اللغة التركية من نغمات اللسان التركي الأصلي، ولا من نغمات بعض حروف النغمات التي كانت مستعارة من العربية وغيرها. (ب)
أن حروف الهجاء العربية الموجودة الآن عدتها ثمانية وعشرون حرفا بعد استبعاد اللام ألف (لا) التي لا تؤدي نغمة خاصة. من هذه الثمانية والعشرين حرفا ثلاثة عشر فقط غير منقوطة، أما الخمسة عشر الباقية - وهي أكثر من النصف - فكلها منقوطة؛ منها ما له نقطة واحدة من تحته أو من فوقه، ومنها ما له نقطتان من تحته أو من فوقه، وما له ثلاث نقط من فوقه.
أما الحروف المقترحة فعدتها تسعة وعشرون حرفا، منها عشرون غير منقوطة، أما التسعة الباقية فمنها خمسة حروف فقط هي المنقوطة، وهي «ج، خ، ض، ظ، غ»، وكلها مأخوذة من العربية، ولكن كلا منها ليس له إلا نقطة واحدة من فوقه ما عدا الجيم، أما الأربعة الأخرى فقد أضيف للأصل اللاتيني لكل منها شرطة أفقية لتحديد النغمة التي اتخذ لها، كما أن حروف الحركة ليس منقوطا منها سوى
i
المتخذ للكسرة.
وبما أن كثرة النقطات واختلاف أعدادها ومواضعها هي، كالشكل، من الأسباب المشوشة للرسم، المضللة للقارئ، الموقعة في ضروب من الخطأ والتصحيف؛ فلا شك أن طريقة الحروف اللاتينية التي لا يكثر فيها النقط ولا تختلف أعداده ولا جهات مواضعه، بل ينزل إلى وحدته الصغرى وتقل مواضعه وتتوحد جهتها (ما عدا الجيم) - لا شك أن لها فائدة كبرى من هذه الناحية التي تعم فيها بلوى الرسم العربي وتكثر منه الشكوى، وعلى الأخص في المخطوطات. (ج)
أن اتخاذ حروف الحركة يضبط كيفية أداء الكلمة ويحصر هذا الأداء في وجه واحد بعينه لا يحتمل شكا ولا اشتراكا، فأوزان الأفعال المجردة والمزيدة والماضي منها والمضارع والمبني للمعلوم والمبني للمجهول وأوزان الاسم، والممنوع من الصرف، وحركات البناء وحركات الإعراب جميعها؛ من فتح وضم وكسر وسكون وشد وتنوين بسيط وتنوين مشدد، ومواطن الشد في الأسماء والأفعال والحروف، كل ذلك يؤديه رسم الكلمة بذاته على ذلك الوجه المعين الموحد بدون احتياج لشكلات أو زيادات أو أية وسيلة أخرى. وهذا منتهى ما يتمناه كل محب للعربية. (د)
أن الحروف اللاتينية ترسم في المطبوعات كل بأصل هيكله المعين له، وتوضع في الكلمة الواحدة متجاورة فقط لا متصلا بعضها ببعض ولا مجنيا على أصل هيكلها باتصال متعدد الهيئات، كما هو الشأن في الرسم الحالي. ثم هي في المخطوطات اليدوية ترسم كذلك غير متصلة إلا بذنباتها الطرفية مع بقاء جوهر هيكلها سليما محفوظا من كل تغيير مضلل. هذا الرسم البسيط المدرجة في غضونه حروف الحركات، فيه ما لا غاية بعده من تسهيل القراءة الصحيحة على الكافة. وحسب معلمي الأطفال أن يفهموهم نظرية المقاطع - وهي بسيطة كما أسلفنا - حتى يستطيع الطفل أن يقرأ أي مطبوع بعد نحو شهرين أو ثلاثة فقط، كما دلت عليه التجربة في تركيا، وكما هو مشاهد كل يوم في أولادنا الذين يتعلمون لغة أجنبية في مدارس الحكومة أو غيرها. فإنهم بعد زمن وجيز جدا يستطيعون قراءة أي نص مطبوع منها قراءة مضبوطة لا تحتمل شكا ولا تصحيفا. بينما هم قبل ابتدائهم تعلم اللغة الأجنبية، أو في الوقت نفسه الذي ابتدءوا فيه تعلمها، يكونون قد حوول تعليمهم العربية، لكنهم مع الجد في تعلمها وزيادة ساعات الحصص المقررة لها، يقضي الواحد منهم كل سني الدراسة من أولي وابتدائي وثانوي وعال أو جامعي، ويخرج بعد هذا الزمن الطويل العريض غير مستطيع - بسبب سوء الرسم - قراءة أي نص مطبوع - بله المخطوط - من لغته العربية قراءة صحيحة. وهي خصوصية جهل لا تتحقق في أمة من الأمم المجاورة لأوروبا إلا في أهل العربية، حتى ليصح أن يعرف الواحد منهم - أنا أو غيري ممن ليسوا هنا - بأنه «كائن عريض الأظفار، كاتب، قارئ، جاهل قراءة ما يكتب هو وما يكتب له قراءة صحيحة!» يا للخسار، ويا للعار والشنار!
وبعد هذا يتهمون المعلمين بالقصور أو التقصير، ويفرضون لهذا المجمع اللغوي قوة سحرية لم يهبها له الله ولم يكسبها أحد من أعضائه بعمله، فيطلبون إليه تحسين شأن العربية! كيف يكون هذا التحسين والوسيلة الأساسية إليه خائبة كما ترى؟! (ه)
ناپیژندل شوی مخ