حروف لاتینی
الحروف اللاتينية لكتابة العربية
ژانرونه
استغفر له إذا قرأ(ت) هذا الكتب (الكتاب) ---
وقل آمين وكتب هذا ---
الكتب (الكتاب) في حمدى (جمادى) الأ ---
خر من سنت (سنة) إحدى و ---
ثلثين (ثلاثين).
الخامس:
يقولون كيف تريد أن ترسم القرآن؟ وكيف تخالف الدين بمخالفتك إجماع المسلمين؟ بل إن أحدهم أرسل لي صورة برقية بعث بها لجلالة الملك يطلب إليه حماية الدين من هذا الشر المبين.
أما كيف أريد أن أرسم القرآن، فإنك لا شك علمت أن أسعد يوم في حياتي هو اليوم الذي أرى فيه كتاب الله مرسوما رسما يضبط بذاته كيفية أداء كلماته بلسان العالم والجاهل والمسلم وغير المسلم والعربي والأعجمي، أداء صحيحا لا يحتمل لحنا ولا تصحيفا. علمت هذا وعلمت أن الحروف اللاتينية بما فيها من حروف الحركات وما يضاف إليها من حروفنا العربية ذات النغمات التي لا تؤديها الحروف اللاتينية هي وحدها إلى الآن - في رأيي - التي توصل إلى تحقيق هذه الأمنية. وإذ كان أول ما يهمني هو المحافظة على سلامة أداء القرآن فرأيي بالبداهة إنما هو رسم القرآن بهذه الحروف اللاتينية وما أضيف إليها من العربية، وإني أعالنك بهذا مطمئن الضمير، مراقبا الله وحده فيما أقول وما أعالن به.
يهب الهبابون صائحين قائلين إن هذا حرام؛ لمخالفته إجماع المسلمين الذين تواضعوا من عهد النبي الكريم على رسم القرآن بالحروف العربية. وأقل ما يجاب به هؤلاء الهبابون أن المسلمين في عهد عبد الملك قد خرقوا إجماع من قبلهم إلى عهد النبي؛ فوضعوا النقطات التي لم تكن في صحف النبي ولا في مصاحف عثمان بن عفان. ثم خرقوه بعد عبد الملك بن مروان؛ فوضعوا الشكل بطريقة ثم بأخرى. ولست أعترض عليهم في خرق الإجماع ثلاث مرات؛ فإنهم إنما أرادوا الإصلاح ما استطاعوا. والإجماع الفاسد لا حجة فيه على أحد من المسلمين ، وأنا أيضا أريد الإصلاح ما أستطيع، فأبدل الحروف اللاتينية من الحروف العربية وأكفي المسلمين سوء رسم العربية الذي يشكو منه الناس أجمعون، والذي قال عنه الجارم بك، ما موجزه: «إن هذا الرسم أصبح فنا من الفنون، بل لغزا من الألغاز، وإنك إن لم تكن لغويا نحويا صرفيا معا لما كنت قارئا ولا شبه قارئ، وإن الشكل لا يقي من اللحن والخطأ، وإنه جرب في المدارس أن الطالب المثقف لا يستطيع قراءة القرآن مع أنه مشكول على أدق ما يكون.»
وإذا كانت الحروف العربية وثنية منقولة مباشرة عن الوثنيين فإن اللاتينية إنما أنقلها الآن عن النصارى وهم أهل كتاب أقرب من الوثنيين إلينا نحن المسلمين. بل إن المتفق عليه أن حروف الكتابة عند جميع أمم أوروبا مأخوذة عن اليونانيين الذين أخذوا حروفهم عن الفنيقيين، وأن جميع الكتابات السامية والآرامية وفروعها التي منها العربي النبطي أصلها أيضا مأخوذة من الفنيقيين، فاتخاذ الحروف اللاتينية لرسم العربية ليس فيه إلا مجرد استرداد لعاريتنا نحن الشرقيين بعد أن هذبها العقل اليوناني وأشاعها في بلاد أوروبا.
ناپیژندل شوی مخ