حروف لاتینی
الحروف اللاتينية لكتابة العربية
ژانرونه
الحاء هاء، والصاد سينا، والضاد دالا ... إلخ.
وموردو هذا الاعتراض إما أنهم لم يقرءوا بياني ولم يعرفوا كيف لاحظت هذا الذي يعترضون به، وكيف عالجته، فهم معذورون. وما عليهم سوى أن يقرءوا البيان، فإنهم يجدون (في الفقرات من 28 إلى 39) ما يسقط اعتراضهم ويردهم من هذه الناحية مطمئنين. وإما أنهم قرءوا ولكنهم متعنتون، والمتعنت مراء شغاب لا يستأهل الخطاب.
الثالث:
يقولون إن اتخاذ الحروف
الانتفاع بآثار السلف في العلوم والفنون والآداب.
وهذا الاعتراض قد استثرته أنا نفسي في فقرة 25 من البيان، وهو اعتراض جدي وجيه، لكنه كالطبل يطن وجوفه خلاء. إن علاجه مالي بحت، وكل ما كانت ديته المال فهو من الهنات الهينات، مليون من الجنيهات أو مليونان على الأكثر أو ثلاثة ملايين مع شدة الإسراف في التقدير، تصرفها الحكومة لا دفعة واحدة في سنة واحدة، بل على التوالي في بضع سنين، فتطبع لك كل أمهات معاجم اللغة، وكل المهم من كتب الآداب منظومها ومنثورها، وكل المهم من كتب العلوم والفنون إن كان عندنا منها مهم. والإغضاء عن هذا العلاج المالي الميسور، ثم اللجوء إلى تصعيب الأمر والتخويف من عواقبه، لا يراه العاقل إلا ضربا من التعاجز والتباكي لمجرد الإيهام واستبقاء اللغة المسكينة تتكمش في ثوبها الخلق الذي كله تنكير وتبهيم وإضلال.
واجه الحقائق، ولا تصدق الخالين الذين يخيلون إليك الحبة قبة. ارجع إلى كليات العلوم والطب والصيدلة والهندسة والزراعة والحقوق، وهي عندنا معاهد العلم الصحيح الذي عليه الاعتماد في إنهاض البلاد، ثم ارجع إلى مدارس الصنائع والفنون، وإلى معاهد الفنون الجميلة من موسيقى ونقش وتصوير. ارجع إليها وسل أساتذتها المصريين، فإنهم جميعا ينبئونك أن الدراسة في كلياتهم ومعاهدهم قائمة على علم الأوروبيين وفن الأوروبيين وكتب الأوروبيين، وأن خيارهم إنما هم أولئك الذين بعثتهم الحكومة لأوروبا وأمريكا فدرسوا هناك صنوف العلوم والفنون، ثم عادوا يعلمونها المصريين. كما يقولون لك إننا - نحن العرب - إذا كنا في زمن حضارتنا عالجنا شيئا من المسائل العلمية، مما فضلنا فيه معترف به من العدو قبل الصديق، فإن ذلك إنما كان قدرا جزئيا ضئيلا لا يسمن الآن ولا يغني بالإضافة إلى ما وصل إليه الأوروبيون، وإن أي كتاب عربي علمي قديم إذا اقتناه أحدنا الآن، وقلما يقتنيه أحد؛ فإن ذلك لا يكون إلا لمجرد الموازنة بين العلم في طفولته وبينه في دور الاكتمال. هذا ما تسمعه من أولئك الأساتذة العلماء، منه تعرف أننا الآن في العلم والفن عيال على الأوروبيين لا على أسلافنا الأولين. كما تدرك أن بعضهم إذا كان يلذ جمع المشرقيات العربية من قديم الكتب وقطع الفنون، فإن سواد الأمة لا حاجة بهم إلى مثل هذه اللذاذات، بل يكفيهم أن تحفظ لهم في دور الكتب والآثار الحكومية العامة يراجعها منهم من قد تصبوا أنفسهم للاشتغال بتاريخ مسألة من مسائل العلوم والفنون. وإن وجد بينهم من يريدون أن يجهدوا في هذا السبيل كما يجهد الأجانب من المستشرقين، فليجهدوا؛ فالبيئة بيئتهم، واللغة العربية لغتهم، ودور الكتب والآثار أقرب إليهم منها إلى أولئك المستشرقين.
إذن لا تسمع لمن يفتنك بقالة الانقطاع عن آثار السلف في العلوم والفنون؛ فإن تلك الآثار أصبحت - بالقياس إلى ما عند الأوروبيين - سرابا موهما إذا جئته لم تجده شيئا، ووجدت الحقيقة المرة تصدمك وتردك خائرا إلى الصواب.
إن لم يعجبك قولي ولم ترد الرجوع إلى أساتذة الكليات ومعاهد الصنائع والفنون كيما تثق بأننا حقا في العلم والفن عيال على الأجانب، فارجع ولو إلى الصحيفة الأخيرة من ذلك التقرير الجامع الذي وضعه الهلالي باشا وزير المعارف وقدمه للبرلمان. وإن لم ترد فارجع إلى ما قالته اللجنة المالية بمجلس النواب في تقريرها الخاص بميزانية هذا العام، ترها تشير على الحكومة بمواصلة إرسال البعثات إلى أوروبا لتحصيل العلوم التي تنقصنا، وعلى الأخص لتعلم الصنائع والفنون. ولو أن الأمر كان كقالة القائلين لنصحت بإرسال البعوث إلى دور الكتب والآثار بمصر لتلقي العلم والفن فيها عن مؤلفات السلف وما تركوا من مصنوعات، ولكان ذلك أخصر الطرق وأيسرها نفقة، وأكثرها سالكين. فاسمع كلامي أو لا تسمعه، وأعف نفسك أو لا تعفها، لكن أعفني أنا من كلام غير المسئولين.
الرابع:
ناپیژندل شوی مخ