78

قالت جولييت: «لكنك لا تدرك، إنك لا تدرك كم الحماقة والغباء في ذلك، ويا له من مكان مقزز ذلك الذي تعيشون فيه! حيث يتحدث الناس عن مثل تلك الأمور والموضوعات، وكيف يكون الأمر إن أخبرتهم بأنني أعلم ذلك، لن يصدقوا بالطبع، سيكون الأمر حينها أشبه بالمزحة.» «حسنا، لسوء الحظ أنني وأمك لا نعيش حيث تعيشين أنت. إننا نعيش هنا. هل يعتقد رفيقك أن الأمر أشبه بالمزحة أيضا؟ لا أريد أن أتحدث بشأن هذا الأمر ثانية الليلة. سآوي إلى فراشي، سأذهب أولا لألقي نظرة على والدتك ثم آوي إلى الفراش.»

قالت جولييت بطاقة متواصلة، وقد غلب عليها بعض الازدراء: «إن قطار المسافرين لا يزال يمر من هنا، أليس كذلك؟ لم تكن تريدني أن أتوقف وأنزل هنا، أليس هذا هو الأمر؟»

لم يجبها أبوها بشيء وهو في طريقه لمغادرة الحجرة. •••

تسلل آخر ضوء في المدينة من الشارع إلى فراش جولييت الآن. كانت شجرة القيقب الناعمة الضخمة قد قطعت، وحل محلها بعض من أعشاب الراوند الخاصة بسام. وفي البارحة، كانت قد أسدلت الستائر لتظلل الفراش، لكنها شعرت الليلة بأنها ترغب في استنشاق بعض من الهواء المنعش؛ لذا كان عليها أن تغير من وضع الوسائد وتضعها على الناحية الأخرى من الفراش على الطرف الآخر من الفراش، وكذا فعلت مع بينيلوبي التي كانت تغط في النوم كالملاك، وغطى وجهها كله الضوء المنبعث من الخارج.

تمنت لو أنها ارتشفت بعضا من الويسكي؛ إذ كانت متصلبة في فراشها من الغضب والإحباط، تسطر في ذهنها كلمات خطابها لإيريك. «لا أدري ماذا أفعل هنا. ما كان ينبغي لي أن آتي من الأساس. لا أطيق انتظارا حتى أعود للمنزل.»

المنزل. •••

عند بزوغ ضوء الصباح الخافت ، استيقظت جولييت على صوت المكنسة الكهربائية، ثم صوت - صوت سام - ينبعث ويقطع تلك الضوضاء، ثم لا بد وأنها واصلت نومها مرة أخرى؛ حيث ظنت عندما استيقظت بعد ذلك بفترة، أنه كان من المؤكد حلما، وإلا لكانت بينيلوبي استيقظت، لكنها لم تفعل.

كان المطبخ أكثر برودة هذا الصباح، ولم يعد ممتلئا برائحة الفاكهة المطبوخة. كانت آيرين تقوم بتثبيت بعض الأغطية الصغيرة المصنوعة من القماش القطني ذي المربعات، والملصقات على برطمانات المربى.

قالت جولييت وهي تتصنع البهجة: «هيئ لي أني سمعتك تنظفين بالمكنسة، لا بد وأني كنت أحلم، كان هذا في حوالي الخامسة صباحا.»

ظلت آيرين صامتة للحظة؛ حيث كانت تقوم بالكتابة على أحد الملصقات. كانت تكتب بتركيز شديد، وهي تعض على شفتها بأسنانها.

ناپیژندل شوی مخ