127

توقفا أخيرا في كالادر، ودخلا إلى أحد الفنادق؛ الفندق القديم الذي لا يزال موجودا حتى الآن. أمسك بيدها، وتخللت أصابعه أصابعها، وأبطأ من سرعة خطاه حتى تتماشى مع خطواتها الوئيدة. قادها نيل إلى البار، ولقد أدركت أنه كذلك، بالرغم من أنها لم تطأ واحدا من قبل (لم يكن فندق بيليز فولز لديه تصريح بذلك؛ فقد كان الأفراد يحتسون الخمر في غرفهم، أو في أحد الملاهي الليلية المتداعية على الطريق). كان كما توقعته تماما؛ غرفة كبيرة مظلمة تكاد تكون خالية من الهواء؛ حيث المقاعد والموائد تصطف في الخلف بلا اعتناء بعد عملية تنظيف سريعة، ولم تستطع رائحة منظف الليسول القوية أن تغطي على رائحة الجعة، والويسكي، والسيجار، والغليون، والرجال أيضا.

لم يكن ثمة أحد هناك، ربما لا يفتح أبوابه حتى فترة ما بعد الظهيرة. ولكن ألا يحتمل أن يكون الوقت الآن بعد الظهيرة؟ بدا تقديرها للوقت خاطئا .

ظهر رجل الآن من غرفة أخرى، وتحدث مع نيل. قال: «مرحبا دكتور.» ثم وقف خلف البار.

اعتقدت جريس أن الأمر سيسير هكذا؛ فكل مكان سيذهبان إليه سيجدان به شخصا يعرفه نيل بالفعل.

قال الرجل بصوت عال تشوبه بعض الحدة، بل يكاد يصل إلى حد الصراخ، كما لو أنه أراد أن يسمعه من بالمرأب: «تعلم أنه يوم الأحد، لا أستطيع أن أبيع لك شيئا هنا اليوم، ولا أستطيع أن أبيع لها شيئا على الإطلاق. إنها لا ينبغي حتى أن تكون هنا. أتفهم ذلك؟»

قال نيل: «نعم سيدي، حقا سيدي، أتفق معك بشدة.»

وأثناء حديث الرجلين، قام الرجل الواقف خلف البار بجذب زجاجة من الويسكي من فوق رف خفي، ثم صب بعضا منها في كأس وأعطاه لنيل عبر النضد.

قال لجريس: «هل تشعرين بالعطش؟» وكان قد فتح بالفعل زجاجة من المياه الغازية وأعطاها إياها دون أن يصبها في كأس.

قام نيل بوضع ورقة نقدية على النضد؛ بيد أن الرجل أزاحها بعيدا.

قال لنيل: «لقد أخبرتك بأني لا أستطيع البيع.»

ناپیژندل شوی مخ