210

د رسول د دولت جنګونه (لومړی برخه)

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

ژانرونه

وأن اليهود يتفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ... وأن بطانة اليهود كأنفسهم، وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد ... وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة، وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار، يخاف فساده، فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله.

16

والمطالع لهذه البنود سيلمس فورا أمرا شديد الأهمية، حيث يتضح حصول المهاجرين على أساس اقتصادي يرفع عبأهم عن إخوانهم اليثاربة، وإلغاء نظام المؤاخاة نتيجة ذلك. فالنص يؤكد «المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم ويفدون عانيهم بالمعروف والقسط»؛ ومن ثم أصبح على الأنصار أن يعودوا إلى معاقلهم الأولى «على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى». أما البند الذي يؤكد بوضوح أن تلك الصحيفة لم تكن قد عقدت قبل بدر الكبرى، فهو تلك السلطة الواضحة في إرجاع كل الأمور بالمدينة إلى النبي

صلى الله عليه وسلم

حتى الخروج من المدينة لليهودي لا يتم إلا بإذن محمد

صلى الله عليه وسلم . والأكثر بلاغة في كل هذا، أن الصحيفة سردت البيوت والأفخاذ اليثربية في معاقلها، وسط تلك الأفخاذ والبيوت تم وضع المهاجرين كأحد أبناء البلد وكفخذ من الأفخاذ اليثربية الأصيلة، بحيث اكتسب المهاجرون بصحيفة المعاقل وجودهم الشرعي، ليتحولوا من لاجئين إلى مواطنين، بل أفصح الأمر عما هو أشد بيانا، فغدا الأنصار تابعين لا مجيرين ومتبوعين.

وكانت النغمة العروبية الواضحة في صيام رمضان وتقديس يوم العروبة، ثم العودة عن اغتراب القبلة الأورشليمية إلى الكعبة العربية المكية، إشارة واضحة إلى بدء التخلي عن ممالأة يهود المدينة، والإفصاح بتلك الإشارات القوية إلى أن الأمر كله عائد في النهاية إلى أهل الله القرشيين، وأن القدس كله في محل كعبتهم، وهي الطمأنة لقريش وتأكيد أن الإسلام لا يهدد أبدا مصالح مكة السياسية ولا الدينية المرتبطة دوما بالاقتصادية، وأن خط سير التاريخ يحث خطاه إلى نتائجه النهائية، وأن الحروب جميعا ما كانت إلا لتوحيد العرب بزعامة قرشية يمثلها أشرف الخلق وسيدهم المصطفى

صلى الله عليه وسلم .

أما المعجزة القومية الكبرى التي قدمتها الدعوة إلى العرب، فتتمثل في إعلان أن رب الأديان الكبرى المحيطة بالجزيرة، هو رب واحد، هو رب العالمين، وأن هذا الرب قد اختار محمدا العربي، وأنه تكلم إليه باللغة العربية؛ ليسحب بذلك الامتياز الذي كان قاصرا حتى ذلك الوقت على اليهود والمسيحيين ليمنحه للعرب المسلمين، الذين وصفهم ذلك الإله العالمي بأنهم خير أمة أخرجت للناس.

الباب الأول

ناپیژندل شوی مخ