208

د رسول د دولت جنګونه (لومړی برخه)

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

ژانرونه

12

وإذا كان الإخباريون يصرون على ربط صحيفة المعاقل زمنيا بمجموعة أخرى من الإجراءات تمت في ذات الزمن، مثل تحويل القبلة وفرض الزكاة والصوم العربي ... إلخ، فمن المحتمل أن تكون تلك الإجراءات بدورها قد تمت ضمن مجموعة التراجعات التي أفرزتها أحد.

لقد كانت الحسابات التي سبقت الهجرة، واستمرت حتى غزوة بدر الكبرى، تعمل حسابا لقوة اليهود بالمدينة، مما جعل النبي يحاول استمالة اليهود والتقرب منهم لتحييدهم على الأقل؛ ففرض على أتباعه صوم يوم الغفران اليهودي «يوم كيبور/عيد الفصح»، وهو اليوم الأهم والأعظم في تاريخ اليهود، يوم خروجهم من مصر عبر سيناء لاحتلال فلسطين، بل واتجه النبي محمد

صلى الله عليه وسلم

مع أتباعه وجهة اليهود في الصلاة، نحو أورشليم القدس، وقد سبق ذلك ورافقه آيات تمجد أنبياء بني إسرائيل، الذين هم أسلاف اليهود الإسرائيليين وأجدادهم، وتمجد التوراة ككتاب سماوي صادق

إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور (المائدة: 44)، و

وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله (المائدة: 43)، بل وتمجد اليهود ذاتهم بتأكيد أن الله قد فضلهم على العالمين.

ومع ذلك ظل اليهود يهودا، يستمسكون بدينهم ولا يرضون بمحمد سيدا، رغم كل الإشارات والتوضيحات التي كانت تصر على تأكيد أن محمدا من ذات النسل؛ فهو الحفيد البعيد لإسماعيل شقيق إسحاق بن إبراهيم، وأن القرابة العرقية قائمة، وأن انتظار اليهود لمخلص نبوي مقبل يجد صداه في النبي العربي الذي يحقق نبوءة التوراة، حتى جاءت وقعة «أحد» لتستدعي تحركا سريعا يكفل انضواء هؤلاء التام لسلطان الدولة لتأمين المدينة داخليا، فتمت صحيفة المعاقل كما جاء خبرها السريع عند البيهقي، مع تحرك آخر على مفصل قريش يهدئ من عوارمها ويطمئنها؛ فكان أن تم إلغاء الصوم اليهودي مع تقرير الصوم العربي الرمضاني، كما تم تحويل القبلة إلى كعبة مكة.

يقول ابن سعد: «نزل فرض شهر رمضان بعدما صرفت القبلة إلى الكعبة بشهر، في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجر رسول الله.»

13

ناپیژندل شوی مخ