د رسول د دولت جنګونه (لومړی برخه)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
ژانرونه
صلى الله عليه وسلم
سيدا يملك كل مقومات السيادة من الوهلة الأولى، فخضع لسيادته الجميع بما فيهم يهود يثرب، فكتبوا معه معاهدة تعاقلية، يردون فيها كل أمر إليه وحده. وقد ذهبنا في الجزء الأول من هذه الدراسة ذات المذهب، حتى نبهنا إلى ضرورة إعادة النظر في تزمين صحيفة المعاقل، الدكتور عبد الهادي عبد الرحمن،
7
وكانت إعادة النظر مدعاة لنتيجة مفادها إن القول بعقد المعاقل عند الهجرة مباشرة، أمر يخالف معطيات الواقع، وشروط الفهم السليم، وكان للرجل في ذلك فضل غير منكور.
الواقع يقول بمهاجرة النبي ضعيفا متخفيا هاربا من مدينته وأهله، إلى حمى أخواله في يثرب، ولاجئا مع أتباعه إلى مدينة أخرى غريب عليها. وهو ما يحيط الصورة - التي رسمتها كتب الأخبار والسير لذلك الاستقبال الهائل والطاعة العمياء والكاملة من اليثاربة لسيدهم المكي - بكثير من الشك وعدم القبول؛ حيث تناقض تلك الصورة الإخبارية بشدة بنود الصحيفة التعاقلية، التي وضعت أمر يثرب جميعا بيد النبي
صلى الله عليه وسلم ، في ذات الوقت الذي تؤكد فيه ذات الكتب أن غالب أهل يثرب كانوا إما يهودا أو وثنيين، وأن من دخل منهم في حلف الدعوة كان في أعمه من المنافقين أو الدسائس على المسلمين؛ ومن هنا رجع ابن كثير عما قال في البداية ليؤخر زمن صحيفة المعاقل إلى السنة الثانية للهجرة، بحيث تبدو الأحداث منطقية بشكل أكثر، وبحيث تبدو النتائج متفقة مع مقدماتها من أحداث، فاختار زمنا تحول فيه المسلمون إلى قوة قادرة على فرض هيمنتها.
وللتحديد أو محاولة التدقيق في الزمن الذي كتبت فيه المعاقل ، نجد أن غزوة قينقاع لم يرد فيها - في أي رواية إخبارية - أية إشارة لتعاقد المسلمين مع اليهود، كما لم نسمع بمنابذة يهود قينقاع للنبي بنقض العهود، كما حدث في وقائع أخرى تالية مع قبائل يهودية أخرى، وهو ما يشير إلى أنه حتى غزوة قينقاع لم تكن تلك الصحيفة قد كتبت بعد؛ ومن هنا نظن أن تلك الصحيفة قد كتبت ضمن مجموعة الإجراءات الحاسمة مع التراجعات المحسوبة، التي تمت بعد هزيمة المسلمين في أحد.
ومعلوم أن هزيمة أحد قد هزت معنويات المسلمين بعنف، ودفعت المناوئين للتطاول عليهم، لكنها لم تقض على القوة العسكرية الإسلامية التي تنامت وتضخمت منذ بدر الكبرى. وكان مقتل ذلك العدد من المسلمين في أحد غير ذي تأثير حقيقي، وكان الأمر بعدها أمر معنويات تحتاج إلى ترتيق وإصلاح سريعين؛ ومن ثم نجد الحكاية الإخبارية تأتينا ببعض الروايات التي تؤكد أن حملة النبي على القبيلة الثانية النضير، جاءت بعد وقعة «بئر معونة».
8
ونحن نعلم أن بئر معونة قد وقعت بعد أحد بزمن، وبعد وقعة الرجيع التي وقتها الواقدي في صفر سنة أربع للهجرة،
ناپیژندل شوی مخ