201

د رسول د دولت جنګونه (لومړی برخه)

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

ژانرونه

صلى الله عليه وسلم : إن السعر قد غلا، فوظف وظيفة نقوم عليها. فقال: إن الرخص والغلاء بيد الله وليس لنا أن نجوز أمر الله وقضاءه.

7

أما العبيد فقد غامت قضيتهم تماما، بل ولم يعطهم النبي من أموال الفيء باعتبارهم في كفالة غيرهم من الأحرار،

8

ثم نجد النبي بعد ذلك يهدي بنفسه أعدادا من العبيد لآخرين، كما في أمثلة عديدة، فقد أهدى العبيد لأخته من الرضاعة «الشيماء» ولغيرها، وكان يتقبل الهدايا عبيدا أيضا. وهو ما سنجده في مواضعه من هذا العمل .

ومن ثم خرجت إلى تاريخ العرب تلك الحالة الوسطية التي تتوازن بين النقائض، على كل المستويات؛ بين القبلية وبين الطبقية، بين العشائرية وبين الأممية، بين الوحدة الشاملة وبين تضمن تلك الوحدة للقبائل في شكل حزم وأضمومات، وبين إلغاء الشفعاء واستبدالهم بشفيع واحد هو نبي الإسلام، وبين الوحدانية المطلقة للإله التي لا تقبل شراكة. ومن ثم كانت التراجعات التي اعترفت بمقدسات القرشيين والتي كانت تعد وثنيات، كالاعتراف بالكعبة، ثم في فتح مكة يتم تقديس الكعبة ذاتها وحجرها الأسود، وشعائر الوثنيين القديمة كالطواف والسعي، وتكريس المقامات والمواضع كالصفا والمروة وعرفات. لقد باتت الدولة بحاجة إلى معبد مؤسسي له تاريخه، بعد الرجوع عن القدس «أورشليم»، معبد يجتمع عنده جميع العربان، لكنه معبد قريش قبيلة الرسول في المقام الأول، وسدنته الهاشميين آل البيت.

كذلك تم الوقوف وسطيا بين نقائض أخرى، بين البدء بالدعوة إلى عتق الرقيق وجعلهم أنسابا، وبين ما فرضته حروب الدولة من ضرورة استمرار ذلك النظام العبودي، متمثلا في سبايا تأتي من الحروب وانتصارات الدولة. ثم بين الدعوة إلى عقيدة جديدة تؤسلم جميع الناس تحت رايتها، وبين ضرورات فرضتها الظروف، حيث تم ترك كثير من القبائل على عقائدها فترة من الزمن، لكن مع موادعتها وعقد المحالفات بينها وبين دولة يثرب النبوية، إزاء حرب تلك الدولة مع مكة، مع ما فرضته ظروف أخرى متأخرة في غزوات النبي على أصحاب الأراضي الخصبة، وقيمة تلك الأراضي التي كان يمكن أن تبور تماما؛ مما أدى إلى قرارات باتفاقيات مع أصحابها، تقرهم على دينهم وعلى أرضهم، على أن يدفعوا شطر المحصول لحكومة يثرب، وما تطور بعد ذلك في نظام الجزية.

ثم تطور آخر على ذات الخط بين النقائض، عندما صب الأمر كله بيد دولة يثرب النبوية، وامتلأت خزائنها بالخيرات، ليأتي نداء جديد بأن من يعلن إسلامه معترفا بوحدانية الله وسيادة رسوله، يضمن سلامة حياته وماله، على أن يدفع الضرائب للدولة في نظامي الزكاة والصدقة؛ وهي مجموعة الخطوات التي اقتربت مرة وتباعدت مرة من القرار بأن الدين عند الله هو الإسلام ، وهي مجموعة التوازنات الوسطية التي تأرجحت مع المستجدات والتطورات على أرض الواقع، وتركت بصماتها بين نقائض خلقت فجوات دائمة في تاريخ الإمبراطورية الإسلامية، كانت تختل معها أثقال الميزان فتتأرجح كفتاه إزاء الموقف الوسطي على الخط الفاصل بين توازنات النقائض؛ مما أعطى الفرصة دوما لأقدار السياسة وبحرفية وسطاء الساسة المحترفين من رجال الدين، لتبرير مواقف تجد لها بين كفتي الميزان أثقالا مناسبة حسب تغير الأحوال عبر السنين.

صحيفة المعاقل

لليهود دينهم وللمسلمين دينهم.

ناپیژندل شوی مخ