د رسول د دولت جنګونه (لومړی برخه)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
ژانرونه
وتسارعت الخطوات بعد الهجرة بادئة بالمهمة الكبرى، وهي إسقاط نظام الملأ المكي وحكومته شبه الجمهورية، وضرب ذلك النظام في أساسه الخرساني بقطع طريق الإيلاف التجاري المار قرب يثرب، بحروب بدأت رحاها بسرايا وغزوات، كانت الحروب التأسيسية لقيام دولة الرسول في يثرب.
وهكذا كان الانقلاب العظيم الذي جاءت به الدعوة، يتمثل في رفض النموذج البدوي للإنسان العربي في المرحلة القبل إسلامية، ومن ثم جاء الانقلاب ليسارع في تفجير الأطر القبلية، ويبني نموذجا جديدا لإنسان الجزيرة، ويضعه ضمن منظومة اجتماعية جديدة، تنتقل بالفرد من الولاء للقبيلة إلى الولاء للأمة القومية، تلك الأمة التي كان عمادها الرئيس عقيدتها الجديدة.
وإذا كانت ترميزات الوحي المجازية قد جعلت من إبراهيم الخليل أمة وحده، كأب لجميع الأنبياء
إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين (النحل: 120)، فإنها جعلت من محمد
صلى الله عليه وسلم
آخر الأنبياء وخاتمهم؛ ومن ثم كان محمد بدوره أمة. وإذا كان هو كل الإيمان وكل الأنبياء في دين واحد وذات واحدة، فلا شك أن المؤمنين به سيكونون بإيمانهم محمديين؛ أي سيكونون بدورهم أمة؛ لذلك جاءت الآيات تقول:
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير (آل عمران: 104).
كنتم خير أمة أخرجت للناس (آل عمران: 110).
إن هذه أمتكم أمة واحدة (الأنبياء: 92).
وكان الشرط ليكونوا أمة هو الاعتراف بمحمد رسولا خاتما، وبمن سلف من أنبيائهم، أنبياء وأسلاف الأمة وتاريخها، وبالله الواحد ربا جامعا لوحدتهم في كيان اجتماعي عقدي واحد.
ناپیژندل شوی مخ