د رسول د دولت جنګونه (لومړی برخه)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
ژانرونه
كذلك تفسر تلك المقدمات، تلك اللغة القوية الجديدة التي أخذت تسري مع سفي الرياح في فيافي الجزيرة، وأوردنا لها نماذج في الجزء الأول من هذا العمل. ونعضده هنا بإضافة ما وجدناه مجددا عند «الدينوري» في «الأخبار الطوال» وهو يحكي عن «النعمان بن المنذر»، ملك الحيرة العربي المسيحي، المنوب عليها من قبل كسرى فارس. ذلك الرجل الذي ظهر شعوره القومي العربي تجاه قومه، فقام يساعد «سيف بن ذي يزن» العربي اليهودي الذي ثار في اليمن على الاحتلال الحبشي المسيحي لبلاده، فتوسط النعمان لدى كسرى ليمد «سيف بن ذي يزن» بالسلاح والجند، حتى تحررت اليمن من الحبش، لكن لتسقط في تبعية الفرس.
ولو تم تفسير موقف النعمان بأنه كان يوطئ لجيوش الفرس في اليمن لظلمناه ظلما بينا؛ لأن ذلك التفسير سيجافي ما حدث بعد ذلك وينافيه تماما، فقد استمرت سياسة النعمان في موالاة القبائل العربية، حتى توجس منه كسرى الذي وعى بدوره شكل التحولات التي تجري في الجزيرة ونذرها، فتخلص منه. وأوجز سبب قتله في خلاصة واضحة معبرة تماما عن خط سير الأحداث، حيث قال:
وأما ما زعمت من قتلي النعمان بن المنذر، وإزالتي الملك عن آل عمرو بن عدي، إلى إياس بن قبيصة، فإن النعمان وآل بيته قد واطئوا العرب وأعلموهم توكفهم خروج الملك عنا إليهم، وكان لهم في ذلك كتب، فقتلته، ووليت الأمر أعرابيا لا يعقل من ذلك شيئا.
1
وقد تتالت الأحداث إثر ذلك، فأخذت بكر تغير على سواد العراق كرا وفرا،
2
ثم تصاعدت المناوشات بين قبائل إياد والفرس، ليهزم العرب هزائم متتالية.
3
حتى تأتي موقعة ذي قار حيث تحقق القبائل العربية أول نصر عظيم لها على جيش الإمبراطورية؛ ذلك النصر الذي دوى أمره يرجع صداه بين مضارب القبائل الساهرة تسمر حول أخباره، مع فرح عام شمل الجزيرة جميعا عبر بوضوح عن بدء شعور العرب بوحدة جنسهم، وعن ظهور نزوع قومي واضح لا شية فيه، ليلقي بصداه في سمع الأجيال وهي تنصت إلى موحد العرب، النبي محمد
صلى الله عليه وسلم
ناپیژندل شوی مخ