د رسول د دولت جنګونه (لومړی برخه)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
ژانرونه
كان فينا رجل أتى لا يدرى من هو، يقال له: قزمان، فكان رسول الله يقول إذا ذكر: إنه لمن أهل النار، فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا ... وكان ذا بأس، وأثبتته الجراح، فاحتمل إلى دار بني ظفر.
15
أما لماذا حمل إلى دار بني ظفر بالذات، فإن كتب السيرة تروي روايات بعد أن تتذكر معرفتها بالرجل، فنعرف عند «ابن هشام» أنه «حليف بني ظفر»،
16
فهو لم يكن مجهولا، إنما التجهيل جاء عن عمد. ورغم نسبة قتلاه العشرة من المشركين إلى الله جل وعلا، «فجميع من قتل الله تبارك وتعالى يوم أحد من المشركين اثنان وعشرون رجلا.» ضمنهم عشرة قتلهم قزمان وحده، دون أن يفر إلى شعب، ولا أن يلجأ إلى صخرة، ولا أن يهرب إلى المدينة، ولا أن يوغل ثلاثين ميلا هربا بعيدا عن الميدان، لينتظر هناك أياما يستخبر على من كانت الكرة، ليحدد موقفه. أما السر وراء كل هذا التجهيل والتبخيس لرجل هذا بلاؤه، فيرجع إلى حديث ترويه كتب السيرة عن قزمان وهو جريح في دار بني ظفر:
فجعل رجال من المسلمين يقولون له: والله لقد أبليت اليوم يا قزمان فأبشر. قال: بماذا أبشر؟ فوالله ما قاتلت إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلت. فلما اشتدت عليه جراحه، أخذ سهما من كنانته فقتل به نفسه.
17
وموقف قزمان هنا من المواقف العربية موقف راق، دافع فيه عن أهله وأحسابه، أما قتله نفسه وهو بجراح الموت يتألم فهو صفة معلومة لدى أصحاب المبادئ والإرادة القوية والشجاعة، فيما يخبرنا به علم النفس الحديث.
وهو موقف يختلف إلى حد ما عن موقف «حاطب بن أمية» الذي أصيب ابنه «يزيد» في أحد، فحملوه إلى دار قومه واجتمع حوله أهله،
فجعل المسلمون يقولون له من الرجال والنساء، أبشر يا ابن حاطب بالجنة، وكان حاطب شيخا قد عسا في الجاهلية، فنجم يومئذ نفاقه فقال: «بأي شيء تبشرونه؟ بجنة من حرمل؟ غررتم والله هذا الغلام من نفسه.»
ناپیژندل شوی مخ