د رسول د دولت جنګونه (لومړی برخه)

سید قمنی d. 1443 AH
101

د رسول د دولت جنګونه (لومړی برخه)

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

ژانرونه

1

كان هذا نداء أبي جهل «أبو الحكم بن هشام» أحد رجالات الملأ القرشي، لما أقبلت قريش إلى بدر تحتفل بنجاة تجارتها، ثم تيقنت أن النبي وأصحابه قد سبقوهم إلى هناك.

والنداء يعكس مدى ثقة «أبي الحكم» في قوة قريش، كما يعكس الرغبة في تأديب الخارجين على الملأ، بأسرهم ثم أخذهم إلى مكة لمحاسبتهم، ليكونوا عبرة لمن تساوره أطماعه من الأعراب، بتهديد الطريق التجاري المكي، طريق الإيلاف، وهو - لا شك - النداء الذي حاول المشركون تنفيذه، بتحاشي القتل طمعا في الأسر، بينما كان المسلمون يقتلون غير هيابين، بأوامر نبيهم وتوجيهات السماء، وهو عامل آخر يضاف إلى رصيد أسباب النصر البدري، فكان نصر الله لجنده، مما عكس توقعات «أبي الحكم»، الذي أثبتت وقعة بدر أن حكمته قد تخلت عنه في قرارات عدة، ساعدت على الهزيمة، فاستحق لقب «أبي جهل» عن جدارة واستحقاق.

وإعمالا للمادة التي رصدتها كتب السير والأخبار الإسلامية عن وقعة بدر الكبرى، يمكن إعادة قراءة واقع الأحداث قراءة موضوعية، تضع كل حدث في موضعه الصحيح، لمعرفة دور كل عنصر في إفراز النتائج التي انتهت إليها الوقعة البدرية، التي شاءت لها الظروف أن تكون ذات دور بارز في تحديد مسار التاريخ الإنساني بعدها. (1) وضع المكيين

بداية يمكننا الوقوف مع ما نبه إليه «أحمد إبراهيم الشريف»، عن وضع المكيين في مكة قبل الخروج إلى بدر، وكيف كان الهاشميون، آل بيت العشيرة النبوية، عيونا له على أهل مكة، يرسلون له بأدق التفاصيل، ويحيطونه علما بأخبار الملأ ، وبالأحوال الاقتصادية والاجتماعية كلما جد جديد، وأية تحركات مهما صغر شأنها، مع ما كانوا يذيعونه بين أهل مكة فيما نعرفه بالحرب النفسية، لإضعاف الروح المعنوية لرجال البيت الأموي وأشراف الملأ،

2

وهو ما رأيناه من جهتنا، في أمثلة سبق ورصدناها في موقعها من السياق، كرؤيا «عاتكة بنت عبد المطلب»، ورؤيا «جهيم بن الصلت بن عبد المطلب»، مع التهديد الواضح والمباشر الذي حمله «سعد بن معاذ» من يثرب إلى مكة، في عمرة أعلن أثناءها إمكان يثرب قطع طريق الإيلاف الشامي، وذلك قبل وقعة بدر بقليل.

ثم كان ما كان من تفرق القرار المكي، وفقده الإجماع واتفاق الكلمة، حول الخروج أو القعود، ثم ما كان من شأن بني هاشم، ويقين الأمويين أن هوى بني هاشم مع محمد، وما كان من خروجهم مع الخارجين مكرهين، بإصرار غير حكيم من «أبي الحكم»، مما جعل الجبهة المكية من البداية، متفرقة وغير متماسكة، تستبطن في داخلها صفا معاديا لها.

أما الشعور بالتأثم لدى المكيين، فكان واضحا في كثير من المواقف، نتيجة خروج أصحابهم وإخوانهم وبنيهم وبني عمومتهم في هجرة لاجئة إلى يثرب، وهذا الشعور بالذنب والإثم، كان عاملا آخر يضاف إلى عوامل ضعف الجبهة المكية في وقعة بدر، وذلك فيما يؤكده «الدكتور الشريف».

3

ناپیژندل شوی مخ