د انساني آزادۍ او علم: یوه فلسفي مسئله
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
ژانرونه
75
الإرادة هي الوجه العيني للحرية؛ لأنها أداة تحقيق الفاعلية الإنسانية، فعالية الخلق الذي لا يتحقق إلا بعزمها، عزم الإرادة.
الحرية الأنطولوجية تعني أن الوجود الإنساني فعل
Act ، لا حالة
State ، يقول الدكتور زكريا إبراهيم: «ما دام هذا الوجود في صميمه عبارة عن انتقال شعوري حر من الإمكانية إلى الواقعية، والقول بحرية الإرادة، إنما هو تقرير لتلك الإمكانية الهائلة التي لولا الفكر الإنساني لما كان في وسع العالم مطلقا أن يتضمنها بأية حال، إذن فإن الحتمية مذهب يائس مثبط للهمم؛ لأنه يلغي من الوجود بالعالم تلك الصورة الإنسانية من صور القوة ألا وهي الإمكانية النوعية الخاصة التي ما كان يمكن أن توجد لولا أن هناك حرية إنسانية مبدعة.»
76
تطيح الحتمية بالجدة بالإبداع من حيث تطيح بالحرية، التي هي القوة المبدعة. ••• (13) هكذا جعل معضل الحرية في العالم الحتمي من الإنسان لا إنسانا، بل مجرد ترس في الآلة الكونية، يسير وإياها في المسار العلي المحتوم بقوانين يكشف عنها العلم، وبواسطة تنبؤاته التي يعلو سلطانها يوما بعد يوم، سيعلم الطريق الواحد والوحيد لكل ما هو آت وما قد كان، إنه حلم اليقظة الحتمي، بالعلم اليقيني الشامل، والذي انقلب إلى كابوس مرعب، يسحق حرية الإنسان وحياته الأخلاقية وأحكامه التقويمية وإبداعاته وإنجازاته، كأوهام وأدها نور العرفان، وكأن نور العرفان كشف عن الحقيقة الحقة لهذا الكون: إنه معتقل للمجبورين والمقهورين، أدوات أو عبيد المبدأ الحتمي الأعظم، يقول العلم بصوته الوقور الرزين المنزه عن الهوى والغرض: كلا، ليس هذا الكون منزلا أو موطنا للإنسان، يحيا فيه حياة إنسانيتها الحرية التي تجعل الذات ذاتا والأنا أنا، تختار وتقرر قبل أن تفعل، فتخطئ أو تصيب، وقد تبدع فتأتي بما لا تستطيعه ذات سواها، وتتحمل المسئولية عن مشروعية فيحق لها الثواب، أو عليها العقاب ... تلك خيالات تسبح في عماء الجهل، ولكن كل جزئية من جزئيات الواقع والمثال، تؤكد للإنسان هذا، من حيث تؤكد له أنه حر الإرادة، تجربته الوجودية العينية تخبره بأنه كان يمكن ألا يفعل ما فعله، أو كان يمكن أن يفعل سواه، وتطرح أمامه أكثر من احتمال، ولزاما عليه أن يختار بينها ... الفرح الصافي بما أنجزت يداه، الألم والمعاناة من جراء ما اقترفت يداه، أو من جراء الاختيار الخاطئ الذي كان يمكن تفاديه ... سواء أكان هذا الألم داخليا من النفس اللوامة، أو خارجيا من معقبات الفعل الخاطئ ... كان هذا وغيره يؤكد للإنسان أنه حر.
إن تتبع تاريخ العلوم المختلفة في نشأتها ونموها يعرض لكفاح العلم من أجل الوصول إلى المبدأ الحتمي، يعرض للكيانات التي أزاحها المبدأ من طريق العلم، الصفات الخفية، العلة الغائية، الفلوجستون، القوى الحيوية ... ولكن لماذا لم يثر معضل القوى الحيوية مثلا في العالم الحتمي أو معضل الفلوجستون؟ فما بال الحرية بالذات قد أقامت الدنيا ولم تقعدها؟ ولماذا لم تذو كما ذوت تلك الكيانات؟ الإجابة واضحة لو لم يكن وعي الإنسان بالحرية وإدراكه لها عن حق ويملك حيثيات الحكم بأنه الحق، لما كان ثمة معضل للحرية في العالم الحتمي.
تلك الكيانات كالفلوجستون أو القوة الحيوية أوهام جهالة فعلا، أو تمثيل لقصورات مرحلة انتهت، أما الحرية فليست هكذا، ولن نقول من الصعب أن نتفق أو ننتهي إلى أن الحرية وهم، بل نقول بصيغة تقريرية حاسمة، ليست الحرية وهما، إنها حقيقية حقيقية وجود الإنسان. واشتقاقا من الدليل الأنطولوجي على وجود الله،
77
ناپیژندل شوی مخ