د انساني آزادۍ او علم: یوه فلسفي مسئله
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
ژانرونه
40
وعبث أن يحاول الحس المشترك مواجهة العلم وحتميته، أو أن يحاول الاستبطان مواجهة الاستقراء والاستنباط. ••• (11أ) «المعضل الأخلاقي»: الحس المشترك بطبيعة الحال خصم ضعيف أمام العلم، وليس يصعب قهره بلمسة إصبع ، أما الذي جعل أوار الصراع بين الحتمية العلمية والحرية الإنسانية يستعر حتى السماء السابعة ويأبى أية محاولة للمهادنة فهو المعضل الأخلاقي، وتفصيل أمره كما هو آت: (أ)
الإنسان لا يستطيع أن يفعل غير ما يفعله، وطالما أن فعله قابل للاستنباط اليقيني من القوانين الحتمية فكيف نطالبه بأن يكون أكثر أو أقل أخلاقية؟ كانت الحتمية البيولوجية حين بسطت سيطرتها على الإنسان قد أخبرتنا بأن المخ يفرز التفكير كما يفرز الكبد الصفراء، وبالتالي، الأحكام الخلقية ككل أنشطة الذهن نواتج أو معلولات حتمية للعلل الضرورية، وبالتالي ليست من القيمة في شيء، ولا يوجد شيء اسمه القيمة، مذهب الضرورة الحتمية، حيث تمثل في الصورة الميكانيكية العلمية، جعل الإنسان مجرد حيوان، هو من الناحية الفيزيائية كالآلة، ومن الناحية العقلية كالنظرية الهندسية؛ لهذا يقول تين: «إن الفضيلة والرذيلة مجرد منتجات جانبية، مثلها مثل الزاج والسكر».
41
وإذا كان الإنسان لا بد وأن يفعل ما يفعله، ويستحيل أن يفعل سواه، فكيف ولماذا يتحمل مسئولية ما فعل؟ وما معنى أن نلقنه قواعد الأخلاق التي ترشده إلى ما ينبغي فعله؟! بدا للحتميين أننا حين نتخلى عن الحرية بمعناها التقليدي الاختياري - أي إمكانية الاختيار بين بديلين فأختار أن أفعل هذا ولا أفعل ذاك - فإننا لا نتخلى عن شيء ذي بال، بل ربما نتخلى عن أوهام فارغة وأحلام جهلاء، في حين أننا ببساطة نتخلى عن حقيقية الحياة الأخلاقية،
42
فإذا كانت قوانين الفيزياء تحتم أن نفعل في كل لحظة ما نفعله فما جدوى الحكم عليه بأنه صواب أو خطأ؟ وماذا يبرر قيام القانون الأخلاقي إذا كان القانون الطبيعي يطغى عليه وينسخه،
43
وفي سياق القوانين الطبيعية تأتي القوانين البيولوجية والسيكولوجية والسوسيولوجية، قوانين الوراثة والبيئة، لتحتم ردود أفعال الشخص وتصرفاته، ولتعني الحتمية العلمية «أن كل فرد يحمل برنامجا جاهزا معدا من قبل في الماضي» ولو صح ذلك لكان الجهد الأخلاقي عقيما مجدبا.
44
ناپیژندل شوی مخ