د انساني آزادۍ او علم: یوه فلسفي مسئله
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
ژانرونه
ذرات الروح يحدث الانحراف الذري كنتيجة للإرادة الواعية، ولكن لم يفترض أبيقور أي وعي أو إرادة حرة في انحراف الذرة المنفردة، ولو كان قد فعل لكان قد نقض الأسس المادية لمذهبه نقضا بينا؛ لأنه كان سيقحم عنصرا فائقا للطبيعة في حركة أبسط أشكال المادة، ولكنه لم يفترض حتى أي إحساس في الذرة، وانحراف الذرات المنفردة ليس واعيا على الإطلاق، إنه على وجه الدقة حرية ميكانيكية تناظر الحرية النفسية للإرادة.
25
ولسنا الآن بإزاء أية قوى خارجية، بل فقط صميم الصورة الأنطولوجية التي رسمتها الفيزياء الأبيقورية للعالم، والتي حافظت على أبعاد فلسفته المادية، وحققت هدفها في نفي كل ما يثير المتاعب، ثم استطاعت إفساح المجال لحرية الإنسان، لقد حل أبيقور المشكلة الفيزيقية ومعضل الحرية بتحطيم الحتمية عن طريق افتراض اللاتعين والمصادفة في الانحراف غير المتوقع، أي عن طريق اللاحتمية، أفليس لنا الحق في أن نعده الرائد؟! ••• (30) وبعد أبيقور نجد تابعه الوفي الشاعر الروماني تيتوس لوكريتوس كاروس (99-55ق.م.) الذي وجد في فلسفة أبيقور اقتناعه العقلي التام، وطمأنينة نفسه المضناة بنوبات الجنون، فتعهد بعرضها عرضا خلابا، ودافع عنها بحماس وكال لها وعلى خصومها الحجج والأسانيد، وذلك في قصيدة خالدة من الشعر اللاتيني العذب بعنوان «في طبائع الكون» أو في طبائع الأشياء (وثمة ترجمة إنجليزية جيدة لها واردة في الهامش)، تعد المرجع الأول للمدرسة الأبيقورية، وفي الآن نفسه تعطينا أكمل صورة يمكن أن يعطيها الفكر القديم بظروفه المعرفية الضحلة لمبدأ اللاحتمية ولكيفية حله لمعضلة الحرية.
كانت الحتمية عند لوكريتوس أعمق من فرض الانحراف الذري؛ فقد رسم صورة أبيقورية للوجود تجعله تعدديا والعرضية صفة قائمة في صلبه وأحداثه، ومن ثم فكل الأحداث في هذا الكون عرضية ولا ضرورة إلا للجسم والمكان، أو للذرة والخلاء، وهذه العرضية تستبعد الآلهة والشياطين والغائية عن العملية الطبيعية الحرة، فتؤكد طبيعة الوجود؛ لأنها لاحتمية، الحرية الكائنة في الصدور، يقول لوكريتوس: «لو كانت كل حركة دائما مرتبطة ارتباطا داخليا بغيرها، وكانت الحركة الجديدة تنشأ عن الحركة القديمة في نظام محتم، وكانت الذرات لا تنحرف أبدا لتنشأ عنها حركة جديدة تنفصم معها قيود القدر والسلسلة الأبدية للعلة والمعلول، فما هو إذن مصدر حرية الإرادة التي تملكها الأحياء على هذه الأرض؟ وإني لأعيد القول: ما هو مصدر قوة الإرادة المنتزعة من الأقدار والتي تجعلنا نخرج عن سبيل مقرر أو نتبع سبيلا في مكان وزمان لامحتمين؟ لا ريب أنه في مثل هذه الأحداث تصدر حركات الأطراف عن إرادة الفرد.»
26
على الإجمال عرف لوكريتوس كيف يأتينا بلاحتمية فيزيائية، إبستمولوجية وأنطولوجية ينحل معها مأزق الحرية، بيد أن كل ما قاله لوكريتوس أولا وأخيرا لا يعدو أن يكون الفلسفة الأبيقورية وإن كانت متبلورة ومدعمة.
مرة أخرى أوليس لنا الحق في أن نعد أبيقور الرائد؟! ••• (31) أحسب أن لنا هذا الحق على الرغم من النقد الوبيل الذي انهال من الأقدمين والمحدثين على أبيقور وعلى مبدأ الانحراف الذري.
فهذا جون بيرنت يندد بالأبيقوريين بسبب ضحالتهم الفلسفية وافتقارهم للأصالة والسمة العلمية؛ مما جعلهم لم يتمكنوا من استغلال الأيونية استغلالا سليما، وأنهم لم يعنوا بدراسة الرجل الذي يدينون له بالكثير - أي ديمقريطس - لأنهم كانوا نافرين من الدراسة الجادة من أي نوع، وربما لم يعتنوا حتى بنسخ كتاباته؛ لأنها أعظم بينة على الافتقار للأصالة الذي يميز مذهبهم.
27
ونعترض على هذا؛ أولا: لأنه الافتقار إلى الأصالة وإلى السمة العلمية الحقيقية شامل لكل هذا العصر الهلينستي الذي اختفت من فلسفته الروح العلمية الخالصة والرغبة في طلب الحقيقة لذاتها، فكيف نطالب أبيقور بالذات بالشذوذ عن روح العصر الذي أنجبه؟ - ولنتذكر دعاء د. أميرة مطر العذب: «رباه اكتبني من العادلين.» - وماركس نفسه قد أخطأ حين قال دفاعا عن أبيقور إنه حاول تنوير أذهان معاصريه؛ وذلك لأن المسائل الذهنية برمتها لم تكن مطروحة في هذا العصر ولم تكن الفلسفة هادفة للوعي والتنوير، بل لمعاونة الإنسان على تحقيق السعادة السلبية، وهذا ما هدف إليه أبيقور، وكرس له جهوده، وقد استطاعه عن طريق معالجته الشاملة، لما أسماه بحالة الأتراكسيا
ناپیژندل شوی مخ