وبعد كثيرة هي الحقوق والواجبات التي حددها الإسلام وتحدث عنها القرآن الكريم ، وفصلتها السنة النبوية المطهرة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم .
ومن الممكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين :
1 قسم يتعلق بالخالق جل وعلا .
2 قسم يتعلق بالمخلوق .
فأما مايتعلق بالخالق عز وجل ، فيتمثل في العقيدة والعبادة والتشريع وتوابعها .
وأما مايتعلق بالمخلوق ، فيتمثل في الإنسان ومايحيط به من المخلوقات الأخرى ، ويستمد شرعيته من القسم الأول .
ومن المعروف إن إقرار حقوق الإنسان في العصور الحديثة والإعتراف بها من لدن المجتمع الدولي لم يكن بالأمر الجديد بالنسبة للمسلمين الذين قام دينهم على إحترامها وضرورة الحفاظ عليها ، أما المجتمع الدولي فلم يعلنها إلا في وقت متأخر ، وفي أطر ضيقة لم تتسم بالإتزان والإنصاف ، وإنما اتصفت بالإزدواجية والإنتهاك .
فالذين أعلنوا حقوق الإنسان بالأمس هم أول من ينتهكها اليوم ، خاصة قضايا الإنسان المسلم .
وماجرى ويجري في فلسطين والعراق والبوسنة والهرسك وكوسوفا والشيشان أكبر دليل .
وأما الإسلام فقد أكد على حقوق الإنسان وإحترامها ، وحفظ للإنسان كرامته وحريته وأمنه وإستقراره .
ومن الملاحظ أن الإسلام أكد على ضرورة الحفاظ على حقوق الخالق ، وحقوق المخلوق في آن واحد ، وجعلها مرتبطة ببعضها البعض
والإنسان الذي يحرص على بعضها ويترك البعض الآخر يعتبره الإسلام مقصرا غير ملتزم .
والإنسان المسلم المتزن لا ينقسم على هذه الحقوق أبدا ، وأي تقصير في أي منها يرجع إلى المنتسبين إلى الإسلام لا إلى الإسلام.
لأن الإسلام لا يقبل من يلتزم مثلا بقواعد العقيدة ولايلتزم بقواعد الشريعة ، أو العكس .
قد نجد قسما من الناس يقر بالله تعالى ، ولكنه لا يلتزم بمقتضيات هذا الإقرار ، فقد يكذب ، أو يظلم ، أو يسرق ، أو يزني ، أو يقتل ، أو يعتدي ، أو يخون ، أو يعق والديه ، أويتهاون بحقوق الجيران والإخوان .
مخ ۳