29

أما الداعية صانع الشجرة فقد فرح فرحا عظيما ، حين رأى الناس مجتمعين بإحتشاد وتزاحم حول شجرته الفنية الرائعة ، وهم معجبون كيف استطاع صانعها العبقري أن يمثل فيها كل قوى عوالم الوجود المادية والروحية ، كما استطاع أن يشير إلى كل أشياء الوجود التي عبدت ، واعتقد أنها هي الله الخالق العظيم .

أجل فرح الداعية الصانع حين رآهم معجبين بالشجرة ، وكيف تسنى لصانعها أن يجعلها تشتمل على كل صور الآلهة المعبودة من دون الله ، كالغزلان والأبقار والأرض والسماوات وبقية الأجرام ، والشموس وبوذا وبرهمة وسيفا وفشنو وتشتري وزرادشت ومترا وفولكان ولاوتسو وكونفشيوس والبابا ، وسواهم من الملوك والقياصرة والأباطرة والفراعنة ومؤسسي الأديان وبعض أتباعهم الذين بولغ بهم حتى ألهوا فعبدوا .

نعم فرح لأنه رأى المحتشدين معجبين بعبقريته الفنية الخارقة التي استطاعت أن تصور عوالم الوجود المادية والروحية هذا التصوير الدقيق ويبرزها في هذا الجمال الفني الباهر للعيان .

أخذ المحتشدون يلتفتون يمينا وشمالا ، وهم يتساءلون عن صانع الشجرة وقد كان تلاميذه منتشرين بين جمهور المحتشدين ، وكلما رأوا إلحاح الجمهور في طلب رؤية صانع الشجرة ، يصرفونهم عنه بإلفات أنظارهم إلى عجائب الشجرة الفنية ، وغرائب صنعتها الظاهرة في كل جزء من أجزائها ، وأخيرا صاح المشاهدون جميعا : إن هذه الشجرة الفنية هي أعظم مافي المعرض ، فلابد لنا من معرفة صانعها العظيم الكبير ، وأخذوا يهتفون ويرددون الهتاف بصورة متواصلة . فقال التلاميذ :

ماذا تريدون من معرفة الصانع ؟

أجاب المحتشدون : إن صانعا قديرا ، وصانعا ماهرا ، قد استطاع أن يمثل عوالم الوجود بقسميه المادي والروحي في هذه الشجرة يجب أن نعرفه معرفة أكيدة صحيحة ، حتى لا ننسب إمجاده وإحترامه وإكباره إلى سواه .

التلاميذ : وماذا يضركم إذا احترمتم غيره وأكبرتموه ، ونسبتم صنعته إلى سواه ؟

مخ ۲۹