{ إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا } بعد أن وقفنا عشر وقفات مع عشرة حقوق حددها الله في آية الحقوق التي ختمها بقوله : { إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا } [ النساء : 36] ، وربما ختمها بهذه الفقرة إيحاء للإنسان بأن الإنسجام مع خط الله في العبادة والسلوك يفرض عليه التواضع بين يدي الله تعالى ، فيحس بأنه عبد لله تعالى ، فيخضع خضوعا كاملا لمبدأ العبودية الصادقة معه ، ويحس أيضا بإنسانية الناس من حوله ، فلا يتكبر عليهم ، ولا يأخذه الزهو والغرور والشعور بالخيلاء فيما رزقه الله من مال وجاه ، أو يفخر عليهم فيحس بالإستعلاء عليهم ، ويمنعه ذلك من الإحسان إليهم بالكلمة والنظرة والممارسة ، خاصة من تم ذكرهم في هذه الآية التي نحن بصددها كالوالدين والأقرباء والجيران والأصحاب واليتامى والمساكين وأبناء السبيل .
ومن المعروف أن الخيلاء شعور طفولي بالعظمة ، والفخر حديث المرء عن نفسه ، أو قومه بإعجاب وإعتزاز ، وكلا الوصفين تنشأ عن الجهل أو القصور العلمي ، أو الذهول عن حقوق الآخرين .
وفي الإسلام حرب موصولة ضد الإختيال والإستكبار قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد ) (1) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( من يتواضع لله سبحانه درجة يرفعه الله به درجة ومن يتكبر على الله درجة يضعه الله به درجة حتى يجعله في أسفل السافلين)(2) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم معرفا الكبر : ( الكبر بطر الحق ، وغمط الناس )(3) .
مخ ۱۱۵