بل أن الله سبحانه يؤكد ، والتحذير للمسلمين ، ولكل المؤمنين من اتخاذ النبيين أربابا ، من خلال عرض موقف مهيب في يوم الدين فإذا المسيح يسأل أمام العالمين
(وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله
قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب) المائدة 116
إنه التأكيد على أن الأنبياء لا يعلمون إلا ما علمهم الله ، ولا يقولون إلا الحق الذي قال لهم الله ، ولهذا أضاف قائلا
(ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) المائدة 117
وهكذا فهو بلغ ما أمر به ، ولم يزد عليه شيئا ، وهو لا يعلم من أعمال الناس المبلغين شيئا ، فلقد مات وبقى الله وحده ،
هو الرقيب والشهيد وكيفلا وهو الله وحده على كل شيء شهيد ، وما دام الأمر كذلك ، فإن الله هو الحاكم القاضي ، يوم الدين
ولا شفيع لديه ، ولا شريك في حكمه من الأنبياء والمرسلين ، لأنهم لا يعلمون ، ولم يعلموا شيئا ظاهرا من أعمال العباد المعاصرين ،
فكيف يعلمون الأعمال الخفية الباطنة ، في كل العصور من بعد موته ، إن هذا من المحال ، فيكف ننسب إليهم المحال ، ونسند إليهم مالا يستطيعون من الأعمال ،
إن العلم بالغيب حصر على الله ذي الجلال.
ناپیژندل شوی مخ